سياسة

ما علاقة الأمن القومي العراقي في حجب السلطات لتطبيق “التيلغرام”

أنباء نت

انشغل العراقيون بالأنباء المتداولة عن سبب حجب السلطات العراقية لتطبيق التواصل الاجتماعي “التيلغرام”، حيث تستخدم هذه المنصة بشكل كبير من قبل مؤسسات حكومية وشخصيات سياسية رسمية وكذلك مؤسسات وشركات ووسائل اعلام في التواصل وكذلك نشر المعلومات، غير ان المفاجئ ان السلطات العراقية قامت بحجب التطبيق عن المواطنين ما تسبب بموجة من الانتقاد طالت وزارة الاتصالات التي تقف وراء عملية الحجب، والتي سرعان ما بررت اسباب اتخاذها لهذا القرار.

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي واثق الجابري في حديث مع “أنباء نت” أنه “اثير قبل فترة قصيرة ان مجموعة من البيانات التي نشرت على مواقع وهمية في “التيلغرام”  معلومات عن مؤسسات امنية وشخصيات وعوائل وتم التداول بها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهذه اثارت غضب الكثير من العراقيين واصبحت محل تداول بين الكثير من المواطنين واثارت مخاوف الكثير من الناس”.

أضاف أن “الخطوة التي اتخذتها وزارة الاتصالات والتي تقول انها جاءت من جهات عليا كان المفترض الجهات الحكومية او وزارة الاتصالات ان يكون لها اتفاقات مع مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها اصبحت مؤثرة في الرأي العام وتنقل من خلالها المعلومات الحقيقية والمضللة وتؤثر بشكل وباخر على الرأي العالم”، مشيرا الى انه “كان من المفترض بدلا من حجب هذه المواقع البحث عن المصادر التي حصلت على هذه المعلومات، ومعرفة هل فعلا حصلت على هذه المعلومات من التيلغرام ام تم تسريبها من مواقع اخرى وتم نقلها الى هذه المنصة”.

وتابع أن “التيلغرام من اكثر المواقع سرية ويستخدمه الكثير من المؤسسات الحكومية والشخصيات المهمة وكذلك وسائل الاعلام”، لافتا الى أن “ما قامت به وزارة الاتصالات يعد تعدي على الحريات العامة وحرية الراي والتعبير، ومن المفترض ان تعاقب الجهات التي قامت بتسريب المعلومات”.  

وبين الجابري انه “من الممكن فتح التطبيق باستخدام وسائل اخرى، وكان من المفترض البحث عن الجهة المستفيدة والبحث عن مواقع اخرى يمكن ان تكون منافسة هي التي قامت بهذه العملية وبالتالي مواقع الاتصال الاخرى (كواتساب وفيسبوك وتويتر) هي منصات مملوكة للولايات المتحدة الامريكية، ولا بد من معرفة ان الامر قد يكون مرتبط بصراع دولي، ويكون المواطن العراقي هو الضحية من هذا الصراع”.

وختم بالقول: “هناك مواقع اخرى مملوكة للولايات المتحدة الامريكية وهي تقوم بمراقبة ما ينشر بل حتى تؤثر على طبيعية النشر والتعاطي، وهي ايضا تروج لمنشورات تثير الفوضى والضغينة بين مكونات المجتمع العراقي، ولا يستبعد ان  تكون الولايات المتحدة الامريكية وراء قرار حجب التيلغرام المملوكة لدولة روسيا، وقد تكون اثرت على وزارة الاتصالات او تكون هي من قامت بعملية تسريب المعلومات على مواقع وهمية ونشر هذه المعلومات”.

ورفضت إدارة تطبيق تيلغرام، التوضيح حول قرار حظر التطبيق في العراق، والاتهامات بالتورط بتسريب معلومات وبيانات رسمية خاصة بالعراقيين.

وقالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير إن “إدارة التطبيق رفضت الإجابة على أسئلة رويترز حول قرار حظره في العراق”، مؤكدة ان “الايميلات الرسمية التي أرسلتها الى إدارة التطبيق الروسي تم تجاهلها”. 

واضافت، ان “مصادر من داخل وزارة الداخلية العراقية، افادت بأن إدارة التطبيق متورطة بتسريب بيانات ومعلومات حساسة خاصة بالعراقيين من بينها عناوينهم، وارقام هواتفهم وكذلك أسمائهم واقربائهم”، مشيرة الى ان “التطبيق يستخدم من قبل جهات تخرق القانون العراقي للتجارة بالبيانات بعد سرقتها من القواعد الرسمية للدولة”. 

في المقابل يرى الخبير الأمني عدنان الكناني من خلال حديث مع “أنباء نت” أن “كل ما يتعلق بالأمن الوطني القومي هو يندرج تحت الخطوط الحمراء ومن حق الدولة ان تتدخل في هذه القضايا وليس في العراق بل في كل دول العالم الديمقراطية”، منوها الى أن “منظومة التيلغرام هي منظومة غير مسيطر عليها، وربما تستخدمها بعض الجهات الاعلامية والجهات السياسية”.

وأضاف “هناك منظومة لتناقل المعلومات تستخدم من قبل الاجهزة الامنية وهي منظومة ((sutf وهي رقمية من الصعب جدا اختراقها ولها تغييرات كل دقيقة وتستخدم من قبل الاجهزة الأمنية والاستخباراتية”

وتابع أن “منظومة التيلغرام يمكن ان تستخدم من قبل جهات، وهناك مؤشرات بان ثمة تنظيم يستخدم بعض معلومات هذه المنظومة رغم انها مشفرة لكن ربما تمتلك حدى المجموعات امكانية الوصول الى هذه المنظومة”.

وأشار الى أنه “في بعض دول العالم وحتى في دبي هناك قيود على بعض المنصات الاعلامية كـ(فيسبوك وواتساب) محجوبة عنها بعض الصلاحيات”، مستدركاً أنه “مع شديد الاسف مر الشعب العراقي بسنين عجاف من كبت وحرمان، ومن ثم بدأ يستخدم العالم الرقمي وبالتالي ان استخدام هذه المنصات والتي من المفترض ان يكون استخدام امثل من اجل اصلاح عقول الشباب”.

وبين الكناني أنه “في بعض الاحيان يتم استخدام التقنية والتكنولوجيا بشكل سيء ينعكس هذا على العائلة العراقية والبيت العراقي”، موضحاً أن “هذا حصل من خلال المشاهدات لبعض الاطفال الذين يستخدمون لعبة (البوبجي) وبث بعض الافكار المسمومة والتي يتربى عليها الاطفال وبالتالي يشبون على نهج غير صحيح”.

ونوه الى أن “ووزارة الاتصالات تصرفت بشكل صح وهذا كان المفروض ان يحدث منذ زمن بعيد، خاصة وانها بدأت بحجب بعض المواقع الاباحية وغير الاخلاقية”.

وختم بالقول”لا زال هناك هكرية وجهات تعمل لصالح جهات اخرى، نتوقع حدوث اي شيء خصوصا وان هناك حرب هي حرب العقول، ولا بد من وضع بعض المصدات لمعالجة مثل هكذا خروقات لو حدثت”.

وعزت وزارة الاتصالات، الأحد، حجب تطبيق “التيلغرام” في العراق، إلى تهديد يتعلق بالأمن الوطني وحفاظا على البيانات الشخصية للمواطنين. 

وقالت الوزارة في بيان إنها “تَلقتُ انتباه مستخدمي الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) في العراق، إلى أن حجب تطبيق (تيليغرام) جاء بناءً على توجيهات الجهات العليا لمحددات تتعلق بالأمن الوطني، وحفاظًا على البيانات الشخصية للمواطنين، التي خرق التطبيق المذكور سلامة التعامل، بها خلافًا للقانون”.   

وأضافت أن “مؤسسات الدولة، ذات العلاقة، قد طلبت مرارًا، من الشركة المعنية بإدارة التطبيق المذكور، التعاون في غلق المنصات التي تتسبب في تسريب بيانات مؤسسات الدولة الرسمية والبيانات الشخصية للمواطنين، ممّا يشكل خطرًا على الأمن القومي العراقي والسلم المجتمعي، إلا إن الشركة لم تستجب ولم تتفاعل مع أيٍّ من تلك الطلبات”.   

وأشارت إلى أن “وزارة الاتصالات تؤكد احترامها حقوق المواطنين في حرية التعبير والاتصال، دون المساس بأمن الدولة ومؤسساتها، ونعرب عن ثقتنا في تفهم المواطنين لهذا الإجراء”.  

زر الذهاب إلى الأعلى