أستمر أكثر من عام.. العراق يطوي صفحة المأزق السياسي بحكومة جديدة
أنباء نت – بغداد
بعد عام على إجراء الأنتخابات النيابية التشريعية المبكرة والتي كانت في العاشر من تشرين الأول عام 2021، وما تبعها من اعتراض على نتائجها ادت في نهاية المطاف انسحاب الكتلة الصدرية الفائزة بـ 73 مقعداً من مجلس النواب بتقديم الاستقالة، بعد فشلها في تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وبعد أعتراض التيار الصدري على ترشيح محمد شياع السوداني وما رافقه من دخول لمجلس النواب والتظاهر امامه وصولا الى مواجهات يومي 29 و30 آب/أعسطس الماضي وما نتج عنه من ارتقاء شهداء، طوت القوى السياسية صفحة المأزق السياسي والانسداد الذي كان قد شكل حجر عثرة في طريق تشكيل الحكومة.
وكان انهاء الأنسداد السياسي بمنح مجلس النواب العراقي يوم الخميس الثقة بالأغلبية المطلقة للكابينة الوزارية لرئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني وذلك خلال الجلسة التي عقدها مجلس النواب العراقي في بغداد بحضور 253 نائباً.
وضمت القائمة النهائية للحكومة العراقية فؤاد حسين وزيرا للخارجية وحيان عبد الغني عبد الزهرة وزيرا للنفط ومحمد علي تميم ووزيرا التخطيط طيف سامي محمد وزيرة للمالية وثابت محمد سعيد رضا وزيرا للدفاع وعبد الأمير الشمري وزيراً للداخلية وصالح مهدي مطلب وزيرا للصحة وإيفان فائق وزيرة الهجرة والمهجرين ورزاق محيبس وزيرا النقل عون ذياب وزيرا للموارد المائية أحمد الأسدي وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية وأحمد محمد حسين وزيرا الشباب والرياضة إبراهيم ياسين وزيرا للتربية وأحمد الفكاك وزيرا للثقافة والسياحة والآثار وخالد شواني وزيرا العدل وزياد علي فاضل وزيرا للكهرباء وهيام عبود كاظم وزيرا للاتصالات وعباس جبر عبادة وزيرا للزراعة نعيم العبودي وزيرا للتعليم العالي وخالد بتال وزيرا للصناعة والمعادن و أثير داود الغريري وزيرا التجارة، فيما بقي منصبي وزارتي البيئة الإعمار والإسكان مؤجلين”.
وقال السوداني أمام مجلس النواب وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي ورد لـ(أنباء نت) إنه “من دواعي الشرف أنْ أقف اليوم في بيت السلطة التشريعية، وفق ما نصّت عليه المادة 76/رابعاً من الدستور، وذلك لعرض المنهاج الوزاري وتقديم الكابينة الحكومية، آملاً نيل ثقة ممثلي الشعب والبدء بصفحة جديدة في ميادين التنفيذ”.
وجاء المنهاج الوزاري لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني، والذي تضمن إجراء انتخابات مبكرة خلال عام، وفقا لبيان صادر عن مكتبه.
وأضافا أنه “تم الاتفاق بين جميع القوى السياسية على المنهاج”، والمتضمن العمل على إصلاح القطاعات الاقتصادية والمالية والخدمية”.
وورد في المنهاج الوزاري، التأكيد على مجموعة نقاط رئيسة منها: “معالجة الفقر والبطالة ومكافحة الفساد المالي والإداري، معالجة أزمة الكهرباء وزيادة ساعات تجهيز المواطنين، حماية الفئات الفقيرة من المجتمع، مكافحة البطالة وتوفير فرص العمل وتفعيل دور هيئات الاستثمار والنهوض بالصناعة، الإسراع في إعمار المناطق المحررة والانتهاء من ملف النازحين، وتحسين الخدمات الصحية للمواطنين”.
وتوعد السوداني في منهاجه الوزاري، أيضاً على “تحسين قطاع الإعمار والخدمات البلدية، مكافحة الفساد وهدر المال العام، تحسين زيادة الإنتاج الزراعي وحمايته، تحسين القطاع الصناعي وإعادة الثقة بالمنتوج العراقي، تطوير الصناعة النفطية، إعادة هيكلة الموازنة العامة وإدارة المال العام لتقليل ضغط الانفاق الاستهلاكي، وتحسين جودة خدمات الاتصالات وحمايتها وتطوير قطاع النقل”.
فيما أكد، على “تحقيق نظام تربوي وتعليمي ملتزم بالقيم ويوفر فرص تعلم للجميع بجودة عالية، تحسين الاستثمار وتوسيع آفاقه وتفعيل قطاع السياحة لتنويع اقتصاد البلاد، تبني سياسة سكانية تواكب التحولات في البنية الديموغرافية للسكان، تفعيل قضايا حقوق الإنسان وتمكين المرأة، تعزيز سيادة العراق وحماية مصالحه، طرح رؤية ومشروع لحل الإشكالات بين حكومتي الاتحادية وإقليم كردستان، تعزيز الأسس الكفيلة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية، مشروع تعديل قانون انتخابات مجلس النواب، وإجراء انتخابات مبكرة خلال عام”.
وعقب منح الثقة لحكومة السوداني، كتب السوداني على حسابه في تويتر ” بعد الاتكال على الله..
نالت كابينتنا الوزارية ثقة مجلس النواب”.
وهنأت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق ألينا رومانسكي، يوم الخميس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بعد نيله وفريقه الوزاري ومنهاج حكومته ثقة مجلس النواب.
وذكرت رومانسكي في تغريدة على تويتر “نتطلع قدماً للعمل مع الحكومة العراقية الجديدة لتعزيز أهدافنا المشتركة خلال هذه المرحلة المحورية للعراق وشعبه”.
وأضافت أن “شراكتنا متجذرة في الرغبة المتبادلة لرؤية عراق ديمقراطي يتمتع بالسيادة والأمان والاستقرار”.
في المقابل، بارك رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي، تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
واعرب العبادي في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر عن امله في أن “تنجح الحكومة الجديدة بخدمة الشعب وصيانة ثروات ومصالح البلاد”، مشيرا الى أن “نجاحها مصلحة وطنية”.
ودعا العبادي “القوى المشكّلة للحكومة أن تكون بمستوى مسؤولياتها بإنجاح الحكومة، وأن لا تعيد إنتاج أخطاء الماضي”.