بعدما أضحى نهر دجلة الذي روى جنة عدن وسومر وبابل عبر التاريخ يصارع الموت في العراق، فقد تحوّل نهر المشرح أحد روافد دجلة في محافظة ميسان بعد جفافه إلى مياه آسنة وصرف صحي، ما يهدد الأهالي بانتشار الأوبئة والعطش، وفق التعليقات.
ونتيجة النشاط البشري الجائر والتغيّر المناخي، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور جديدة تظهر حجم الكارثة.
غمرته النفايات
وتظهر صور النهر بمنسوب مياه منخفض جداً، وقد غمرته النفايات من كل حدب وصوب.
ونهر المشرح هو أحد الأنهار القصيرة في العراق، يتفرع من الجانب الأيسر لنهر دجلة في ناحية المشرح، التي تبعد حوالي 25كم عن مركز مدينة العمارة وهي ناحية تابعة إلى محافظة ميسان جنوب البلاد.
وقد تأثّر نهر دجلة مع تراجع الأمطار والسدود المبنية في تركيا حيث منبعه، خصوصا بعدما سُجِل تراجع غير مسبوق خلال الفترة الماضية في منسوب نهري دجلة والفرات جنوب البلاد في انعكاس للنقص الشديد في المياه وسياسات التقنين المتبعة من قبل السلطات.
تحذيرات دولية
يذكر أنه بحلول نهاية آذار/مارس 2022، نزحت أكثر من 3300 أسرة بسبب “العوامل المناخية” في 10مقاطعات من وسط البلاد وجنوبها، وفقاً لتقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة في آب/أغسطس الماضي.
وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية، حذرت في حزيران/يونيو من العام ذاته، من أن ندرة المياه والتحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، هي من “الدوافع الرئيسية للهجرة من الأرياف إلى المناطق الحضرية” في العراق.
كما نبه البنك الدولي نهاية العام 2021 إلى أنه بحلول العام 2050، “سيؤدي ارتفاع الحرارة درجة مئوية واحدة وانخفاض المتساقطات بنسبة 10%، إلى انخفاض بنسبة 20% في المياه العذبة المتاحة” في البلاد.
في حين نبهت وزارة الموارد المائية في بيان الأسبوع الماضي، أن المخزون المائي في البلاد “بات على المحك”، بحسب ما نقلت فرانس برس.
كما أشارت إلى أن “العراق فقد 70% من حصصه المائية، بسبب سياسة دول الجوار، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع”.