مركز دراسات جورج تاون: قتل الأمريكيين في العراق “مسألة وقت” والحرب الإقليمية تهديدا حادا
أنباء نت
اعتبر مركز الدراسات في جامعة جورج تاون الامريكية، استمرار التواجد والانتشار البري الأمريكي في العراق وسوريا، بأنه “عديم الجدوى ويجب أن لايستمر”، مشيرة الى ان مقتل الافراد الأمريكيين مجرد “مسألة وقت” في ظل معدل الهجمات الحالي، وتصبح الحرب الإقليمية تهديدا حادا.
وقال المركز في دراسة نشرها على موقعه الرسمي وترجمته منصة “أنباء نت”، إنه “منذ بداية أزمة غزة قبل ما يقرب من شهرين، تعرض ما يقرب من 3400 جندي أمريكي في العراق وسوريا لوابل شبه مستمر من الهجمات، وفي الوقت الذي تنشر فيه الولايات المتحدة قوات إضافية كبيرة في الشرق الأوسط على أمل ردع صراع إقليمي أوسع نطاقا، فإن وجودها البري في العراق وسوريا يتعارض بشكل متزايد مع هذا الهدف”.
واعتبر ان “الوجود العسكري الأميركي أصبح يشكل عائقاً واضحاً في غياب مهمة عسكرية واضحة المعالم”، مبينة ان “سياسة الولايات المتحدة تتسامح مع التهديدات التي يتعرض لها أفراد الخدمة العسكرية، مما يمكّن الخصوم في المنطقة من فرض تكاليف على أي إجراءات تتخذها الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها، بينما يزيد أيضًا احتمال الانزلاق إلى حرب إقليمية”.
وأكد ان “الأهداف الأمريكية السابقة التي أدت إلى عمليات النشر هذه، مثل مواجهة داعش، ودعم العمليات الإنسانية، والتنافس ضد منافسي القوى العظمى، يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال استراتيجيات بديلة لا تتطلب قوات برية دائمة في العراق وسوريا”.
وبين أنه “على الرغم من ادعاءات البنتاغون في نوفمبر/تشرين الثاني بأن الردع الأمريكي في الشرق الأوسط ناجح، فقد تم شن أكثر من 73 هجوما منفصلا على القوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، حتى كتابة هذه السطور، ولم توقف الضربات الانتقامية الأمريكية المستمرة هذه الهجمات، التي أدت إلى إصابة أكثر من 62 جنديًا أمريكيًا، بما في ذلك 27 على الأقل تعرضوا لإصابات دماغية قد تؤدي إلى تغيير حياتهم. وفي خطوة تصعيدية أخيرة، شهد الهجوم الذي وقع في 20 تشرين الثاني/نوفمبر على قاعدة الأسد الجوية في العراق استخدام صاروخ باليستي قصير المدى، كان هذا الهجوم هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام فئة الأسلحة هذه ضد القوات الأمريكية”.
وأوضح المركز أنه “منذ أن أعلنت إدارة بايدن انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق في ديسمبر/كانون الأول 2021، انتشرت القوات الأمريكية في مهمة “التدريب والمشورة والمساعدة لدعم قوات الأمن العراقية، واعترف المفتشون العامون المشرفون على عملية العزم الصلب، بالعلاقات بين الجماعات المدعومة من إيران مثل قوات الحشد الشعبي والعديد من وحدات الجيش وقوات الشرطة العراقية، مايجعل دعم قوات الامن العراقية قد تأتي بنتائج عكسية”، بحسب دراسة المركز.
وأشار الى انه “واجهت القوات الأمريكية في أعمال عنف دورية من قبل، بما في ذلك في مارس من هذا العام عندما قُتل مقاول أمريكي وأصيب خمسة من أفراد الخدمة في هجوم بطائرة بدون طيار، إن العنف المستمر منذ أكتوبر هو جزء من نمط أوسع لخصوم الولايات المتحدة الذين لديهم الفرصة لفرض تكاليف على الولايات المتحدة عندما يرون ذلك مناسبًا من خلال استهداف المواقع الأمريكية المعزولة والضعيفة. إن الارتباط بين الهجمات الأخيرة وأزمة غزة يؤكد أن الحفاظ على عمليات انتشار أمريكية مفتوحة في العراق وسوريا أصبح عائقًا يحد من حريتنا في العمل بينما نستجيب لحالات الطوارئ الإقليمية الأخرى”.
واعتبر انه “في ظل المعدل الحالي للهجمات، فقد يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يُقتل أفراد من القوات الأمريكية، وتصبح الحرب الإقليمية تهديداً حاداً. ونظراً لقدراتها التي تتجاوز الأفق، فإن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى منح خصومها فرصاً سهلة لإيذاء القوات الأمريكية من أجل الحماية من التهديدات التي تستهدف المصالح الإقليمية الأساسية. تحتاج الولايات المتحدة بشكل عاجل إلى إزالة المخاطر عن بصمتها في الشرق الأوسط بدلاً من الأمل في الأفضل حتى يُقتل أفراد الخدمة العسكرية، وإعادة الانتشار من مهمات في العراق وسوريا لم تعد تستحق المخاطرة لسنوات”.