أنباء نت
أكّد عبد القادر النايل، عضو الميثاق الوطني العراقي، أن “الإرادة الحرة للسلطات الحكومية في العراق ليست موجودة، وهذا يقتضي موافقة الداعمين الإقليميين والدوليين للأحزاب، التي تشكل الحكومة، على مضي العراق نحو بناء مفاعلات نووية”.
وأضاف النايل في حديثه لـ”سبوتنيك”، قائلًا: “من حيث المنطق ليس من مصلحة هؤلاء اللاعبين في القرار العراقي امتلاك العراق للمحطات النووية، ومن هنا تنطلق المعوقات والصعوبات منذ الخطوة الأولى، والتي تتمثل في مدى سيادة اتخاذ القرار الوطني العراقي الذي يخضع للمصلحة العراقية”.
وقال النايل: “هناك الكثير من الشواهد الحالية تؤكد أن القرار العراقي مرهون، وأقرب الأدلة على ذلك ما يحدث من عدم قدرة اتخاذ قرار لبناء محطات كهربائية أو الاتفاق مع شركات عالمية لتنفيذ إعادة المنظومة الكهربائية، والتجاذبات التي رافقتها في كل عام، ولا سيما فصل الصيف، لم يعد خافيا على كل من يتابع الشأن العراقي، فمن لا يستطيع بناء محطات توليد الكهرباء، فهل يستطيع اتخاذ قرار بناء مفاعلات نووية؟”.
وأشار عضو الميثاق الوطني إلى أن “العراق يعتبر رائدا في المنطقة في مجال الطاقة الذرية، لأنه استطاع بناء مفاعل نووي، في ثمانينيات القرن الماضي، يوم لم تكن هذه التوجهات مطروقة لكل المنطقة، لكن استطاعت إسرائيل وأثناء انشغال العراق بالحرب العراقية الإيرانية من قصفه وتدميره وإخراجه من الخدمة بشكل نهائي”.
و لفت النايل إلى أن “معضلة عدم استقلالية القرار العراقي ليست الوحيدة أمام سعي بغداد لامتلاك المحطات النووية، فهناك فيتو يتمثل في أن قوى في المنطقة لا تريد للعراق أن يمتلك المفاعل النووي حتى لو كان سلميا، أما السبب الثالث فإن العراق ليس مهيأ اقتصاديا للبدء بهكذا مشروع ضخم لأن المال العراقي لازال تحت الوصاية الأمريكية، وكذلك ارتفاع الديون والعجز الاقتصادي وانهيار الدينار المستمر أمام الدولار، وعدم وجود سياسة اقتصادية تعمل على رفع الاحتياطي النقدي لأعمال كبرى يضع العراق في مأزق آخر وهو عدم قدرته على تحمل التكاليف المالية لبناء مفاعل نووي في حالة الوصول إلى الموافقات على إنشاءه”.
وعقد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني في بلاده، لمناقشة آخر المستجدات الأمنية وأهم التحديات، وسبل مواجهتها.
وأكّد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن “اجتماع السوداني بالمجلس الوزاري للأمن الوطني قد ناقش الشروع بإنشاء مفاعل نووي محدود للأغراض السلمية”.
وذكر اللواء يحيى رسول، في بيان له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أنه “تمت مناقشة استثمار الطاقة الكهرونووية في توليد الطاقة الكهربائية على المستوى الوطني، والشروع بإنشاء مفاعل نووي محدود للأغراض السلمية وإنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة، التي تسهم في تقليل الاعتماد على الموارد الأخرى للطاقة مثل الغاز والنفط، الذي سيكون له مردود إيجابي على استقرار الطاقة الكهربائية للمدى البعيد”.
في المقابل اكد تقرير لصحيفة تايمز اوف اسرائيل العبرية ، الخميس، ان الكيان الاسرائيلي يعارض حصول العراق على الطاقة النووية لغرض توليد الطاقة الكهربائية وحل ازمة الكهرباء في البلاد.
ونقل التقرير عن تغريدة باسم المتحدث العسكري للحكومة العراقية يحيى رسول قوله إن “الحكومة العراقية تسعى إلى تطوير برنامج نووي مدني “، حيث اكد على عقد اجتماع رفيع المستوى حول تطوير البرنامج السلمي لتنويع مصادر الطاقة للدولة الغنية بالنفط “.
واضاف التقرير ان ” هذا تطور قد يكون محفوفا بالمخاطر بعد حوالي أربعة عقود من الغارة الإسرائيلية التي دمرت مفاعل اوزيراك الفرنسي في بغداد “، في اشارة الى عملية تدمير المفاعل العراقي عام 1981 .
واوضح رسول إن ” المفاعل سيستخدم لإنتاج الكهرباء، حيث تتطلع الدولة الغنية بالنفط إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري الملوث”، مضيفا ان ” المجتمعين ناقشوا الشروع في بناء مفاعل نووي يقتصر على الأغراض السلمية”.
وتابع التقرير ان ” العراق كان يتحدث لسنوات عن محاولة استئناف برنامجه النووي، لكن مثل هذه المناقشات نادراً ما ارتفعت إلى ما هو أبعد من المحادثات منخفضة المستوى بذريعة عدم الاستقرار والمعارضة الاسرائيلية الصاخبة لمثل هذه الخطوة دون رقابة مكثفة” في حين تظل اسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الاوسط التي تمتلك السلاح النووي دون معارضة عالمية لنواياها .
يشار الى انه في عام 1981، دمرت إسرائيل جزئياً مفاعلاً تحت الإنشاء في أوزيراك جنوب بغداد، والذي كان يتم تطويره للأغراض السلمية ولكن كان يُخشى أن يكون القصد منه سراً صنع سلاح نووي، بحسب النوايا الاسرائيلية وفي عام 2003، غزت القوات الأمريكية البلاد بناءً على معلومات استخباراتية كاذبة مفادها أن البلاد كانت تخفي أسلحة الدمار الشامل منها الاسلحة النووية والتي تبين فيما بعد انها كانت كاذبة “.