ماذا ينتظر العراقيون من الانتخابات المحلية المقبلة.. هل سيتغير الواقع؟
أنباء نت
يستعد العراقيون مجددا لخوض استحقاق انتخابي جديد في منتصف كانون الاول المقبل، والذي يتمثل في انتخابات مجالس المحافظات، ورغم الغاء تلك المجالس بعد تظاهرات تشرين عام 2019، غير ان القوى السياسية في البرلمان الحالي، اصرت على ارجعها وتعديل قانون الانتخابات ليصار اعادة قانون سانت ليغو المعدل، وبحسب مهتمين وذوي الاختصاص فان الاننتخابات المقبلة، سوف لن تحدث الفارق الي ينتظره المواطن العراقي، فضلا عن عودة سيطرة القوى السياسية التقليدية على مفاصل الوحدات الادارية، وزيادة هيمنتها على السلطة في البلاد
وفي هذا السياق يقول رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري في حديث لـ”أنباء نت” أن “الانتخابات المحلية هي منصوص عليها دستوريا وهي تمثل جانبا مهما في عملية تقديم الخدمات بالنسبة للمحافظات العراقية وايضا جزء من الممارسة الديمقراطية التي ينتخب فيها الشعب ممثليه لإدارة تلك المحافظات”، لكن يستدرك ويقول: أنه “مع هذه الطبقة السياسية بالتحديد لا اتوقع سيحدث فارقا على مستوى النتائج، فالمهم النتائج وما بعدها”.
وأضاف “هيمنة القوى التقليدية على المسارات في المال السياسي وتوظيف موارد الدولة في الانتخابات المحلية والقدرة الكبيرة على ادارة الدعاية الانتخابية بدون رقابة من قبل دائرة الاحزاب ستمكن القوى التقليدية من التقدم على حساب المستقلين وكذلك الاحزاب الناشئة، رغم فشل هذه القوى منذ اول انتخابات محلية جرت عام 2005”.
وتابع الشمري “ماذا يمكن ان تنتج هذه القوى بعد مضي 18 عاما من العمل في المجالس المحلية، لن يحدث فارقا، لذلك لا اهمية من ناحية النتائج اذا ما فازت القوى التقليدية”.
وبخصوص التحالفات السياسية في الانتخابات المحلية، يرى رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري انه “لا جديد طرأ على التحالفات، كل ما هنالك اصطفافات سياسية مؤقتة تعتمد التقارب على عدد من المعايير، في النهاية ليست تحالفات طويلة الامد ورصينة وثابتة، فسرعان ما تتغير وتعكس هذه التحالفات من جانب اخر مستوى الخلافات والتقاطعات ما بين هذه الاطراف السياسية، المتمثلة في النفوذ والمصالح، فهذه التحالفات مظلة سياسية تبحث عن مصالحها اكثر من بحثها عن تنفيذ برامج يمكن ان تخدم الموطن العراقي”.
وأشار الى أن “الانتخابات المحلية المقبلة من الممكن ان تؤسس لخارطة سياسية جديدة، لا سيما اذا نظرنا الى القوى الشيعية، اصطفافات جديدة مثلا صعود عصائب اهل الحق كقوة سياسية بتحالفها مع رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني والتحالف ايضا مع ائتلاف النصر وتيار الحكمة بحسب التسريبات، وايضا تحالفات بين بعض الفصائل المسلحة ودولة القانون
وأوضح الشمري ان “القوى السنية ايضا هناك اكثر من قائمة، تقدم وعزم والسيادة، لكن في النهاية ستجتمع على المصالح بعد النتائج”، منوها الى ان “الانتخابات المحلية هي لبيان ثقل الاحزاب السياسية، لذلك من يحصد مساحة او رقم من نتائج الانتخابات، سيكون اقوى من ناحية الثقل السياسي ويؤسس لخارطة سياسية جديدة”.
في المقابل يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد المنعم الحيدري في حديث لـ”أنباء نت” أن “الانتخابات المحلية تنبع اهميتها من خلال تقديم الخدمات التي يقدمها مجلس المحافظة ورئيس الوحدة الادارية وكذلك مراقبة سير سلوك الوحدة الادارية ومتابعة المشاريع وتذليل العقبات، وهي ايضا تبعث نحو الاستقرار في الوحدة الادارية من خلال تقديم المشاريع والخدمات ومجلس المحافظة يتابعها”.
وأضاف “حتى هذه اللحظة خارطة التحالفات لم تتضح بصورة كبيرة، فالكتل التي تحت لواء الاطار التنسيقي هي مازالت حتى الان في طور الدراسة، اما بالنسبة للتيارات والاحزاب السياسية الجديدة الناشئة فربما هناك تحالفات ستنبثق من عدة اتجاهات وستدخل الانتخابات علما ان اكثر من 251 حزبا وحركة سياسية تم تسجيلها في المفوضية وهذه جميعها ستخوض الانتخابات”.
وختم بالقول “لن يكون هناك اي تغيير على الخارطة السياسية بعد نتائج الانتخابات المحلية، على اعتبار ان القوى السياسية الكبيرة مازالت هي المهيمنة على الساحة السياسية وهي التي تسيطر، ولنا خير دليل في تجربة انتخابات 2021 عندما تقدم المستقلين في النتائج، غير انهم اخفقوا في تحقيق شيء وتقديم ما هو جديد مع انهم اكثر من 42 نائبا، بسبب سيطرة الاحزاب والقوى الكبيرة على الوضع السياسي بشكل عام”.