لقاء سري يجمع شخصيات سورية وإسرائيلية في أوروبا.. ومخاوف من تصعيد غير معلن

أنباء نت
إعداد: وليد النايف
التاريخ: 07 مايو 2025
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن لقاء سري جرى مؤخراً في إحدى العواصم الأوروبية، جمع خمسة من الأكاديميين ورجال الأعمال السوريين مع اثنين من المسؤولين الإسرائيليين، داخل منزل خاص بعيداً عن الأضواء الرسمية والإعلامية. اللقاء، الذي وُصف بأنه الأول من نوعه بالنسبة للجانب السوري، تناول قضايا حساسة تتعلق بالعلاقات غير الرسمية بين الطرفين، ومستقبل سوريا في ظل التحديات الداخلية المتفاقمة.
وبحسب الصحيفة، فقد عبّر المسؤولون الإسرائيليون عن دهشتهم من عمق إلمام المشاركين السوريين بالشأن الإسرائيلي، رغم غياب قنوات التواصل الرسمية بين البلدين. وأشارت إلى أن السوريين اعتمدوا في تكوين تصوراتهم على متابعة دقيقة للإعلام العبري وترجمات الصحافة الإسرائيلية، ما أثار انتباه الوفد الإسرائيلي، لا سيما مع بروز اهتمام واضح لديهم بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصاً في الجوانب الأمنية والاستراتيجية.
غياب رؤية واضحة… ومخاوف من المجهول
وخلال الجلسة المغلقة، تحدث السوريون بصراحة عن حالة الغموض التي تكتنف مستقبل بلادهم، مشيرين إلى أن “الرئيس يواجه أزمات داخلية خانقة، ومن الصعب تصديق أنه يسعى إلى فتح جبهة جديدة مع إسرائيل”. وأضاف أحدهم: “نحن لا نعرف حقاً إلى أين تتجه سوريا”، في حين أشار آخر إلى أن “الرئيس الجديد لم يتمكن بعد من فرض سيطرته الكاملة حتى على العاصمة دمشق”، وهو ما حظي بموافقة الحاضرين.
وأوضحت الصحيفة أن جميع المشاركين السوريين في اللقاء هم من الجيل الذي نشأ في ظل حكم الرئيس بشار الأسد، وتتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين عاماً. ووصفت اللقاء بأنه شكل لهم صدمة سياسية، كونه المرة الأولى التي يجتمعون فيها بوجوه إسرائيلية، وجهاً لوجه.
نقاشات اقتصادية وطائفية… وقلق متصاعد
تركز الحوار كذلك على التدهور الاقتصادي الحاد في سوريا، والانقسامات الطائفية المتعمقة، وتعقيدات المشهد الداخلي، التي وصفها أحدهم بأنها “حالة من التفكك التدريجي الذي يهدد بانهيار شامل”. واعتبر المشاركون أن النظام الحاكم لم يعد يملك الأدوات السياسية والاجتماعية التي تمكّنه من إعادة فرض السيطرة كما في السابق.
هجوم إسرائيلي قرب القصر الرئاسي… وتحذير مبطن
وفي سياق موازٍ، كشفت الصحيفة عن هجوم إسرائيلي نُفذ نهاية الأسبوع الماضي بالقرب من القصر الرئاسي السوري في دمشق، وذلك تحت غطاء “حماية الطائفة الدرزية” في البلاد. وأشارت إلى أن هذا الهجوم يُفسَّر على أنه رسالة تحذيرية واضحة موجهة للقيادة السورية، وقد تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وإحداث حالة من الفوضى يمكن أن تُستغل لإعادة تشكيل المشهد السياسي.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، وغياب أي مسار تفاوضي فعّال بين إسرائيل وسوريا، في وقت تعاني فيه الأخيرة من أزمة مركبة تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
قراءة مستقبلية
وبينما ترفض الحكومة السورية، في العلن، أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، يرى مراقبون أن هذا اللقاء يمثل مؤشراً على تحوّل تدريجي – وإن كان غير رسمي – في مقاربة بعض النخب السورية للعلاقة مع تل أبيب، خصوصاً في ظل ضغوط الواقع الداخلي ومحدودية البدائل الاستراتيجية.
ومع استمرار الغموض حول مصير النظام في دمشق، وتصاعد الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، يبدو أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة قد تشهد تبدلات غير متوقعة في التوازنات التقليدية، وفقاً لما يخلص إليه تقرير الصحيفة الإسرائيلية