في الذكرى السنوية الثالثة لفاجعة انفجار مرفأ بيروت، ووسط طمس الحقيقة، من دون وجود خيط أمل لاكتشاف الفاعل وتحقيق العدالة، ومحاسبة المجرمين،يحيي لبنان الذكرى بعدد من النشاطات التكريمية لأرواح الضحايا والمطالبة بالعدالة.
وفي السياق، ضجّ المشهد بمواقف من وحي المناسبة، ومنها ما طالب بوضع حدّ لسياسة الإفلات من العقاب:
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: “لأنّ الحقيقة وحدها تُبلسم الجراح، فإنّ الأمل،كل الأمل، بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت، فترقد أرواح الشهداء بسلام ويتعزّى المصابون وذوو الضحايا”.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ “لبنان لم يكن وحيداً ولن يكون، ويمكنّه الاعتماد على فرنسا”.
وكتب: إلى اللبنانيات واللبنانيين، أفكر بكم. بعد انفجار بيروت منذ ثلاث سنوات، كنت إلى جانبكم. أتذكّر دائماً ما تبادلناه.
لبنان لم يكن وحيداً، ولن يكون. يمكنكم الاعتماد على فرنسا، وتضامننا، وصداقتنا”.
وغرد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عبر “تويتر”، قائلاً “دقيقة صمت تكريمًا لأرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وتضامنًا مع أهالي الضحايا الذين نُشاطرهم ألمهم ونعلم كم هم تواقون لمعرفة الحقيقة”.
وكتبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان يوانا فرونتسكا: 3 سنوات على هذا الانفجار المروع، وما زالت التحقيقات تراوح مكانها والأسى يتزايد
إلى ذلك، تقدم وزير العدل هنري خوري من ذوي الضحايا بأحرّ التعازي، متوجّها إلى جميع المعنيين “بضرورة الإسراع في البت بالملفات العالقة التي تعيق عمل المحقق العدلي كما وبضرورة العمل على استكمال ملء المراكز الشاغرة في رئاسات غرف محاكم التمييز تمكيناً للهيئة العامة من القيام بدورها”.
وأكّد أنّه “على يقين وبالرغم من كل الصعوبات التي تعيق مسار الملف بأن القضاء سيصل إلى النهاية المرجوّة وسيبيّن كافة الحقائق وفاءً لدماء الشهداء و حمايةً لحقوق المتضرّرين”.
كما أملت الخارجية الفرنسية أن “يمضي القضاء اللبناني في استكمال التحقيق بانفجار المرفأ بكل شفافية وبعيداً من التدخلات السياسية”.
وقالت: “تستمر فرنسا في الوقوف إلى جانب لبنان”
وقال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان أنّه “يجب تحقيق العدالة في قضية انفجار بيروت، بمعزل عن التدخل السياسي”.
وغرّد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي عبر “تويتر”: “٤ آب ٢٠٢٠ الساعة ١٨:٠٧ توقيت الدمار والجريمة الكبرى. أما توقيتنا نحن فهو ساعة إحقاق العدالة، استعادة دولة القانون والمؤسسات وكرامة المواطن، وكشف الحقيقة الآتية لا محالة”.
رئيس “حزب القوات اللبنانية سمير جعجع”: “العدالة لبيروت بكل ما أوتينا من قوات”.
رئيس “التيار الوطني الحر”: “كشف الجريمة واجب، وإحقاق العدالة واجب”.
وقال النائب ملحم خلف “إن الجريمة غير المعاقب عليها هي جريمة مكافأ عليها. وسأل: “هذا ما يريدونه في جريمةالعصر؟ وهل مِن الجائز الإستمرار في الإمعان في عرقلة العدالة؟”.
وأضاف:”مُخطِئ مَن يَظُنّ أنّ بعد مرور ثلاث سنوات، أهالي الضحايا والمتضررين ونحن مللنا أو تعبنا. ومُخطِئ أكثر مَن يُراهن على مرور الوقت في سبيل إطفاء شعلة العدالة وتيئيسنا لنتخلى عن هذه القضية الأم”.
وتوقّف المكتب السياسي لحركة “أمل”، بـ”إجلال في ذكرى انفجار مرفأ بيروت أمام هول ما حصل ونتائجه المدمّرة على العاصمة وأحيائها”، متذكراً “الشهداء والجرحى الأبرياء الذين دفعوا دمهم على مذبح الوطن”، ومعتبراً أنّ “المسؤولية الأساس أمام كل المعنيّين هي إنجاز التحقيقات وتصويب مسارها الدستوري والقانوني بما يؤمّن تحقيق العدالة لأنفس وراحة الشهداء وعوائلهم، والتحلي بالمسؤولية الوطنية في إحترام الأصول بعيداً عن التسييس وإستغلال مصائب الناس لغايات ومصالح فئوية”.
وجدّدت الحركة، في بيان، المطالبة مع كل المتضررين من هذه الجريمة، بأن “تتحمل الدولة بأجهزتها إستكمال إعادة إعمار وترميم المناطق المتضررة والتعويض بما يعيد الحياة إليها، والتشديد على إطلاق ورشة إعادة إعمار المرفأ ليستعيد نشاطه ودوره الكامل في دورة الاقتصاد الوطني”.
وفي الإطار، غرّد الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب أسامة سعد، قائلاً “انفجار مرفأ بيروت جريمة على مستوى الوطن مرّ عليها ثلاث سنوات، قضاء غير مستقل تحقيق معطل، حقيقة مخفية، والمجرمون خارج السجون. فالتحالف الحاكم الذي قاد لبنان إلى الإفلاس، الانهيار، الإفقار والتجويع، هو نفسه المسؤول عن جريمة المرفأ”.
من جانبه، رأى النائب السابق إسطفان الدويهي في بيان، أن “انفجار مرفأ بيروت ترك بصماته الحزينة والمؤلمة على كل اللبنانيين واصحاب الضمير الحي في كل العالم”.
وقال: “ثلاث سنوات عبرت والعدالة ضائعة في دهاليز التجاذبات السياسية العقيمة. ثلاث سنوات عبرت والقضاء معطل والجرح ينزف. اليوم الجميع مطالب بالانتصار لشهداء وجرحى الرابع من آب باكتشاف الحقيقة حتى لا تبقى دماء اهلنا مباحة”.
وختم: “رحم الله جميع الشهداء”.
كما غرّد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان، قائلاً: “نضالنا مستمرّ للوصول إلى الحقيقة والعدالة والمحاسبة. نواصل الضغط والاتصالات لتأليف لجنة تقصّي حقائق دولية في الجريمة التي ارتكبت بحق أهلنا وأحيائنا ومدينتنا، ونصلّي من أجل الضحايا والشهداء والجرحى”.
كما كتب الرئيس تمام سلام عبر “تويتر”: “في الذكرى الثالثة لمجزرة انفجار مرفأ بيروت علينا الاستمرار في الضغط لمعرفة ومعاقبة المخطِّط والمنفِّذ والشريك والمتدخّل في جريمة المرفأ. رحم الله الشهداء وأحاط لبنان بعنايته وأنار الطريق أمام الشرفاء لنصل إلى الحقيقة الكاملة”.
من جهتها، كتبت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف في ذكرى جريمة الرابع من آب: “نصلّي مع أهل الضحايا كي لا تصبح جريمة ٤ آب مجرّد ذكرى نحييها كل عام ونعود لنبكي على غياب العدالة. فأن تحترق بيروت بعصف شبه نووي هذا ليس مجرد حادث ولا حتى صدفة، وتترتّب عليه مسؤوليات على مستوى كل السلطة قبل وأثناء وما تلا الانفجار”.
وأضافت: “بعد ٣ أعوام على الجريمة، لم يعد مسموحاً أن نشهد على اغتيال القضاء وتفجيره بنيترات التسييس التي تشمل كل ملفات البلد”.
وختمت: “أرواح الضحايا بانتظاركم كي تحرّروها من أسر الخلافات ويتم إطلاق يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ويسطّر قراره الظني المعتقل بدائرة مُحْكمة. وهو لفعل إجرام وحرام أن تبقى الحقيقة محبوسة كل هذه السنوات، ومن المعيب على قضاة لبنان أنهم يرتضوا بإهانة بيروت التي يسمّونها أم الشرائع”.
النائب مارك ضو، اعتبر أنّنا “نسير اليوم لنتذكر الضحايا، لنقف إلى جانب أهالي الضحايا، على خطى الذين نجوا من الانفجار. نصرخ مع الذين يطالبون بالعدالة، نهتف مع شعب يريد الحقيقة. نسير اليوم من أجل لبنان دولة ذات عدالة ودستور وقضاء وقانون وسيادة. نسير اليوم ونحن نعلم أننا ضحايا الغد، إذا لم نحقق العدالة في انفجار مرفأ بيروت”.
المصدر: النهار