“لا انتخابات مبكرة” حكومة السوداني ستكمل ما تبقى من عمرها وسط معارضة الصدريين
أنباء نت – بغداد
مع قرب منح الثقة لحكومة المكلف محمد شياع السوداني، والتي من المرجح ان تكون مطلع الأسبوع المقبل، وهذا بكل الأحوال هو مرهون بتوافق القوى السياسية على الكابينة الوزارية التي يجري الأعداد لها.
ومع الاستقرار السياسي الهش الذي حصل بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، برزت توجهات في المشهد السياسي العراقي ان حكومة السوداني ستكمل عمرها البرلماني وهي دورة برلمانية كاملة من دون التفكير بالذهاب نحو انتخابات مبكرة كما يريد زعيم التيار الصدري، لاسيما بعد استقالة كتلته من مجلس النواب.
وجاءت الآراء متباينة فيما يخص الانتخابات المبكرة وهل سيذهب السوداني باتجاه اجراء هذه الانتخابات ام انه سيمضي باستكمال ما تبقى من عمر الحكومة والدورة البرلمانية، عضو ائتلاف دولة القانون وائل الركابي يرى أن “موضوع الانتخابات المبكرة هو موضوع خاضع للتوافق الوطني”، متسائلا “أذا عقد الأجماع الوطني على إحراء انتخابات مبكرة ومنح هذه الحكومة من سنة ونصف الى سنتين ليتم بعدها الاعلان عن انتخابات مبكرة، اذا ماذا تبقى من المدة الاصلية من عمرها”.
ويقول الركابي لـ”أنباء نت” أنه “يجب تعديل قانون الانتخابات ومن ثم التوفق عليه وتغير المفوضية واصدار بعض القرارات المهمة والقوانين المهمة، اذا ما تم الاجماع الوطني على إحراء انتخابات مبكرة”.
وطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأربعاء 3 آب/ اغسطس بحل البرلمان العراقي، وإجراء انتخابات مبكرة، معتبرا في الوقت نفسه أن “لا فائدة ترتجى من الحوار” مع خصومه|، كما طلب الصدر من أنصاره مواصلة اعتصامهم في مجلس النواب ببغداد لحين تلبية مطالبه.
من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي علي فضل الله أنه “بعد تشكل ائتلاف ادارة الدولة صار من الصعب التوقع بان هناك انتخابات مبكرة، باعتبار ان القوى السياسية المؤتلفة لا تذهب الى انتخابات مبكرة عكس رؤية التيار الصدري لذلك نتوقع ان تذهب حكومة السوداني الى استكمال عمر الدورة البرلمانية الحالية”.
ويقول فضل لـ”أنباء نت” أن “الاطار التنسيقي والقوى الاخرى في ائتلاف ادارة الدولة ليس لها سياسة اقصاء التيار الصدري بل هي تطمح وتضغط لإشراكهم في الحكومة القادمة، ويبقى القرار صدريا وقرار الصدر بالابتعاد عن الحكومة واذا استمر بهذا القرار سوف لن يشاركوا في الحكومة المقبلة”.
وأضاف، أن “الاطار التنسيقي يريد اشراك التيار الصدري في الحكومة ليعطي استقرارا لها في المرحلة القادمة”.
في المقابل قال الأكاديمي والباحث السياسي احسان الشمري لـ”أنباء نت” أنه “بالنسبة للأنتخابات المبكرة المكلف شياع السوداني اشار الى ان حكومته تسعى لإجراء انتخابات، لكن فيما يبدو ان هناك اطرافاً في الاطار التنسيقي تندفع باتجاه استكمال دورته الانتخابية لمدة ثلاث سنوات ومن ثم تجرى انتخابات وفق التوقيتات الدستورية”.
وكان الأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي أكد يوم الجمعة 23 ايلول/ سبتمبر، استعداد الإطار التنسيقي لإجراء انتخابات مبكرة والتجاوب مع التيار الصدري بخصوص تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وأضاف الشمري ان “محمد شياع السوداني يدرك أن عدم تضمين برنامجه الحكومي ما طالب به السيد الصدر بإجراء انتخابات مبكرة، سيكون امام ازمة الشارع الصدري، لأنه لن يسمح بما يعتقده انه وضع في عزل سياسي وتقويض لمستقبلهم”، معتقداً ان “شياع السوداني سيضع في حساباته هذا الموعد على اقل تقدير ما بين سنة ونصف الى سنتين”.
ولفت الى أن “الصدرين أمام سيناريوهيين الأول هو منع جلسة التكليف والسيناريو الاخر هو التعاطي مع التكليف ومنح الثقة واعتماد ستراتيجية الانتظار ما بعد تشكيل الحكومة ومنحها الثقة على اعتبار انه لن يشترك في الحكومة لكن ردود الفعل ستكون متوقعه”.
وختم بالقول أن “محمد شياع السوداني سيكون امام تحدي كبير وهي ان لا تكون حكومته حكومة اقصاء”، معتقداً انه “سيوازن في النهاية ولن يكون اداة لعمليات ثأر واقصاء”.