أنباء نت
ذكرت مجلة “كوفي أور داي” الامريكية المتخصصة بالشؤون العسكرية، ان اثنين من الدلافين، شاركا في الايام الاولى في تسهيل تحركات القوات المشاركة في غزو العراق العام 2003 في مياه أم قصر والخليج من خلال مسح مئات الكيلومترات.
واوضح التقرير الامريكي الذي ترجمه موقع “أنباء نت”، انه “بعد ايام على بدء قوات التحالف بقيادة الامريكيين، غزو العراق في اواخر اذار/مارس 2003، وصل فريق من البيطريين العاملين في سلاح البحرية الامريكية الى ام قصر حيث توجد المياه العميقة الوحيدة في العراق، وذلك برفقة اثنين من الدلافين “تاكوما” و”ماكاي”، من كاليفورنيا، وذلك بهدف مساعدة الغواصين الامريكيين والبريطانيين والاستراليين على ازالة الألغام تحت الماء في ام قصر التي تربط العراق بمياه الخليج”.
واشار التقرير الى ان “الغواصين التابعين لقوة المسح، قاموا في بداية الامر بمحاولة نزع الألغام يدويا”.
ونقل التقرير عن احد الغواصين في ذلك الوقت قوله ان المهمة كانت مثل “الزحف في الوحل وعيناك مغمضتان”.
وبعدما تبينت صعوبة المهمة، بدأ فريق الغواصين باستخدام “درونز” مسيرة تحت الماء للكشف عن الاجسام المشبوهة بأجهزة السونار، وكانت اكثر كفاءة من الغواصين الباحثين يدويا، فخلال اقل من 24 ساعة، حددت “الدرونز” اكثر من 200 مجسم غير معروف، وهو ما اثار تحديا اضافيا يتمثل في معرفة طبيعة هذه الاجسام.
وذكر التقرير انه تبين ان الدلافين مناسبة بشكل خاص للقيام بمهمة البحث عن الالغام، موضحا انه بإمكانها التمييز بين المكونات الطبيعية تحت سطح البحر، وبين المجسمات المصنعة من قبل الانسان، وذلك من خلال استخدام السونار الطبيعي في اجسامهم، والذي يسمح لهم بالتفريق بين معالم مجسمات تحت الماء من مسافة عبر الموجات الصوتية.
ولفت التقرير الى انه قبل مهمة الدلافين في العراق، فان سلاح البحرية الامريكي كان يبذل جهودا لعسكرة الدلافين منذ عقود، مضيفا ان الجيش الامريكي اقام منذ العام 1959، برنامج الثدييات البحرية (ان ام ام بي) لتحديد ما إذا كانت الحيوانات البحرية بمقدورها التفوق على البشر والآلات في القيام بعمليات خطيرة تحت سطح الماء.
وتابع التقرير ان العلماء والأطباء البيطريين المشاركين في البرنامج خلصوا الى ان فصيلا معينا هو الدلفين الأطلسي قاروري الأنف، مجهز بشكل طبيعي للقيام بالمهمة وبامكانه ايضا ان يتطور من خلال التدريبات.
وبالنسبة الى العراق، فقد اشار التقرير الى انه بالاضافة الى “تاكوما” و”ماكاي”، انضم العديد من الدلافين الى المهمة بما في ذلك “جيفي” و”خليلي” وهما من الذكور، الى جانب “كونا” و”بوناني”، وهما من الاناث”.
وتابع التقرير ان فريق الدلافين تمكن خلال اسبوع من مساعدة الغواصين على تمهيد الطريق لوصول سفينة عسكرية بريطانية الى ام قصر دون وقوع حوادث وذلك لايصال المواد الغذائية والامدادات الطبية.
ولفت التقرير الى انه خلال الاسابيع الاولى من الحرب، نفذت الدلافين “تطهيرا غير رسمي لـ 913 ميلا بحريا من المياه، والتحقيق في 237 مجسم، واستعادة و/ او تدمير اكثر من 100 لغم”.
وختم التقرير بالقول ان “برنامج الثدييات البحرية” يمتلك حاليا ترسانة تضم حوالي 120 من الدلافين الاطلسية وأسود البحر في كاليفورنيا، غالبيتها موجودة في حظائر عائمة في سان دييغو، كاليفورنيا”.
واضاف ان الدلافين بالاضافة الى دورها في ازالة الألغام، فانها مدربة ايضا على القيام بعمليات الاسترداد واكتشاف الدخلاء المتسللين عبر البحر.