تقارير

شراكة استراتيجية بين روسيا والصين لمواجهة النفوذ الأمريكي

أنباء نت

أعلن الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينج خلال لقاءهما الأخير في موسكو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لمواجهة ما وصفاه بـ”النفوذ الأمريكي” والدعوة إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب. جاء هذا اللقاء في إطار زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا للمشاركة في احتفالات “يوم النصر” بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.

التعهدات الرئيسية في البيان المشترك

ووقع البلدان اتفاقيات لتوسيع التعاون العسكري والاقتصادي، بما في ذلك 90 مشروعاً مشتركاً بقيمة 200 مليار دولار في مجالات الصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والزراعة والتعدين .

وأكد بوتين أن 90% من التبادلات التجارية بين البلدين تتم الآن بالروبل واليوان، مما يخلق نظاماً تجارياً محمياً من “تقلبات الأسواق العالمية وتدخلات الدول الثالثة” .

وأعاد الزعيمان التأكيد على أن حل الصراع في أوكرانيا يتطلب معالجة “الأسباب الجذرية”، في إشارة إلى معارضتهما توسع الناتو شرقاً .

وعبر البيان المشترك عن رفضهما “إنشاء تكتلات معادية لهما”، خاصة التكتلات النووية، وانتقدا الأنشطة العسكرية والبيولوجية الأمريكية .

وشدد الزعيمان على ضرورة بناء نظام عالمي جديد لا تهيمن عليه الولايات المتحدة، مع الحفاظ على دور الأمم المتحدة .

    السياق الجيوسياسي

    تأتي هذه الخطوة في إطار تنامي التحالف الصيني-الروسي الذي أعلن عن “شراكة بلا حدود” في فبراير 2022 قبل أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا . ومنذ ذلك الحين، عزز البلدان تعاونهما كرد فعل على العقوبات الغربية على روسيا والحرب التجارية الأمريكية-الصينية.

    في السياق الأوسع، يعكس هذا التحالف رؤية الزعيمين المشتركة لمواجهة الهيمنة الغربية:

    • يعتقد بوتين وشي أن الديمقراطيات الغربية في مرحلة انحدار
    • يسعى شي لاستعادة الدور الصيني المهيمن في آسيا
    • يهدف بوتين إلى إحياء النفوذ الروسي على غرار الاتحاد السوفياتي

    ردود الفعل الدولية

    أثارت هذه التطورات قلق الغرب، حيث حذرت الولايات المتحدة من أن هذا التحالف يشكل تحدياً للنظام الدولي القائم، ويرى محللون أن الصين أصبحت “شريان حياة” اقتصادياً لروسيا في مواجهة العقوبات، ويعبر البيان المشترك عن معارضة واضحة لسياسات الولايات المتحدة في أوكرانيا وتايوان والمحيطين الهندي والهادئ

      التحديات المستقبلية

      رغم القوة الظاهرة لهذا التحالف، تبقى هناك تحديات، مثل الخلافات التاريخية بين البلدين في مجالات مثل التجسس الصناعي، وحذر الصين من الإضرار بعلاقاتها مع الغرب أكثر من اللازم، واعتماد روسيا المتزايد على الصين قد يحد من استقلاليتها الاستراتيجية

        ويبدو أن هذا التحالف الصيني-الروسي يدخل مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي، مما قد يعيد تشكيل موازين القوى العالمية في السنوات المقبلة، خاصة مع استمرار التوترات بين هذه القوى والغرب.

        اترك تعليقاً

        لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

        زر الذهاب إلى الأعلى