بغداد – انباء نت
مع اقتراب موعد زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام، يستعد اتباع مذهب الامامية لإحياء هذه الزيارة التي تشكل تجمعا جماهيريا كبيرا في مدينة كربلاء المقدسة، واللافت في النظر ان الذين يقصدون كربلاء يأتون سيرا على الأقدام من مختلف محافظات العراق، لا بل حتى من خارجه ويمتد على طول الطرق المؤدية الى كربلاء مواكب العزاء ومواكب تقديم الخدمات من مأكل وشراب ومبيت للزائرين الوافدين.
الاحداث التي وقعت في الاسبوع الماضي من مواجهات كادت ان تدخل العراق في أتون حرب أهلية وتدخل البلاد في نفق مرعب قد لا يسلم منه احد وقد لا يكون فيه رابحا واخاسر، تدخل شخصيات دينية وسياسية كان له الاثر في وقف تلك المواجهات التي حدثت بين اتباع التيار الصدري السلميين وقوة امنية في المنطقة الخضراء.
وقفت تلك المواجهات بشكل علني لكن ما هو مضمور داخل النفوس يبدو انه مازال قائما وانعكس من خلال ردود الفعل التي انطلقت من هنا وهناك، لتنذر ان المواجهة مؤجلة بسبب زيارة الأربعين.
الاطار التنسيقي وهو مجموعة القوى السياسية الشيعية باستثناء التيار الصدري، اجتمعت في منزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لتتفق على عودة جلسات مجلس النواب العراق بعد انتهاء مراسم زيارة الاربعين.
برلمان مؤجل
وتحدثت مصادر مسؤولة في الاطار، ان “قادة الاطار التنسيقي الشيعي اتفقوا خلال اجتماعهم في منزل زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ليلة الاحد على تأجيل عودة جلسات مجلس النواب العراقي بعد انتهاء مراسم زيارة الاربعين للإمام الحسين (عليه السلام)”.
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه ان “سبب التأجيل جاء في محاولة لمنع حدوث أي شيء ممكن ان يؤثر على الزيارة المليونية، وما بعد انتهاء مراسم الزيارة سيتم استئناف عقد الجلسات والمضي نحو تشكيل الحكومة الجديدة”.
الوضع العام في المشهد العراقي مازال ينذر بمخاطر تهدد امن البلاد رغم الهدوء والتهدئة التي دعا اليها الجميع، والواضح حسب البعض ان قواعد اللعبة قد تغيرت.
حرب بالوكالة
النائب باسم خشان يقول في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ان ” المواجهات العسكرية بين سرايا السلام وقوى الإطار التنسيقي كادت أن توصل العراق الى ما انزلقت اليه ليبيا، لتعم الفوضى في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، فجنبنا الله هذه الفوضى التي كان أقصى أهدافها حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة يعود من خلالها التيار الصدري الى مجلس النواب بعد استقالة نوابه”.
واضاف، “بعد تراجع سرايا السلام وانسحاب اتباع الصدر، دعت قوى الإطار المجلس للانعقاد لتشكيل حكومة، فرفض الصدر عقد جلسة قبل أن “يجف دم المعدومين غدرا”، مشيرا الى ان “رفضه توسع وبين إن الصراع بينه وبين قوى الإطار هو (صراع وجود) وهذا تعبير صريح عن رغبته في استمرار المواجهة بينه وبين خصومه حتى يقضي أحدهما على الآخر”.
واستدرك خشان، متسائلاً “كيف سيخوض الصدر في صراع الوجود بعد أن سحب اتباعه ومنعهم حتى من التظاهر السلمي، وبعد أن استنفذ كل الوسائل القانونية والدستورية”.
ويتابع “في المواجهة الأولى كان جزء من الشعب على التل يترقب النهاية ليجمع غنائم المعركة التي كانت ستضعف الطرفين، لكن الصدر تراجع وانسحب الى التل، وزج بالشعب ليخوض حربا بالوكالة عن الصدر وأتباعه،”.
ويضيف خشان “ليحقق الصدر ما يريد ويجمع الغنائم بعد نهاية المعركة التي ستضعف خصومه وترهق الشعب فيقبل بانتخابات مبكرة تعيد الكتلة الصدرية الى مجلس النواب لتشكل حكومة اغلبية صدرية قوية تحميها سرايا السلام”