أنباء نت – بغداد
تطورات الوضع السياسي العراقي لا تزال محط اهتمام وجدل الشارع العراقي، فضلا عن المهتمين والمتابعين بالوضع بشكل عام، وذلك لما يطرأ على هذه الساحة السياسية من متغيرات جديدة تضفي مزيدا من الأحتماليات والاجتهادات بما ستؤول اليه في نهاية المطاف، ما هو جديد جدول اعمال جلسة مجلس النواب التي حدد تاريخها يوم الأربعاء 28 ايلول سبتمبر الحالي، والذي تضمن فقرة التصويت على استقالة رئيس المجلس.
هذا التطور اللافت للأنظار اعتبره الكثير من المتابعين على يعدوا عن كونه مناورة سياسية من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وكذلك قوى الإطار التنسيقي من خلال وجود اتفاق بين الطرفين بعدم التصويت على الاستقالة، وجاء قرار الاستقالة ليثير موجة من التساؤلات والاحتمالات التي فسرها البعض بكثير من التفسيرات.
فالنائب حسين عرب هو من النواب المستقلين، قال في تغريدة على تويتر “لن نصوت على استقالة رئيس مجلس النواب”.
لكن الردود جاءت على تلك التغريدة مختلفة ومتنوعة، فالقيادي بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بنكين ريكاني قال “سيادة النائب، احسنت هنالك اجماع على رفض الاستقالة”.
بينما رأى اخرون ان الاستقالة ما هي الى محاولة لتأكيد الشرعية من الإطار التنسيقي والاتحاد الوطني الكردستاني وتحالف العزم، وهي القوى السياسية التي لم تصوت على اختيار محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان، كذلك لرفع الحرج امام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حليفه القديم، في حين طالب النائب عرب اخرون ان يوضح ما هي الأسباب التي تدعوهم لرفض استقالة الحلبوسي.
وفي معرض ردود الفعل حيال استقالة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي قال النائب السابق مشعان الجبوري، ان ” الاربعاء القادم جلسة مجلس النواب لإنتخاب بديل السيد حاكم الزاملي في منصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب وسيحل محله النائب محسن مندلاوي”، مردفاُ “اما قصة النظر باستقالة رئيس مجلس النواب فهدفه الحصول على تجديد الثقة دعم الائتلاف الجديد له عندما يتم رفض الاستقالة”.
وتقريبا في ذات السياق غرد النائب السابق جمال الكربولي “غواية الشيطان تبلغ ذروتها عندما يجعل من العمل الصالح وسيلة لتحقيق غاياته الشريرة، الهدف من الاستقالة هو عقد الجلسة المثيرة للجدل بعد اخذ الضمان من الحليف الجديد”.
بينما قالت زوجة رئيس مجلس النواب والإعلامية السابقة نوار عاصم بتغريدة على تويتر “هناك عظمة ، في ان تقرر مغادرة القمة بعز نجاحك؛ هذا هو الفرق بين العادي والرجل الاستثنائي”، في اشارة الى قرار زوجها محمد الحلبوسي والقرار الذي اتخذه في تقديم استقالته من منصبه.
ومن جملة الردود على استقالة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قال الإعلامي عدنان الطائي في تغريدة على تويتر “اذا يتفقون عليك ويقررون إسقاطك لن يشفع لك شيء! لا إعادة تصويت ولا مواثيق، السياسة بالعراق عاهرة، احنا في بلد لا حسيب ولا رقيب ولا ضمير”، مشيرا الى “عدم توفر ضوابط للعبة، ولا وجود ضابط للاعبين! تخيلوا شلون تكون اللعبة أكيد (مرافس) وياويل اللي يطيح وماله معين، فقدنا خصومة الرجال نحنا أمام خصومة الأنذال”.
في المقابل قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ضمن فعاليات ملتقى الرافدين المنعقد في العاصمة بغداد، “كان من المفترض عقد جلسة البرلمان يوم 20 من الشهر الحالي ورئيس الوزراء اقترح تأجيلها”، مضيفاً “لم اتداول قرار استقالتي مع قادة الكتل السياسية”.
وأضاف، ان “قبول استقالتي من عدمها يعتمد على قناعة اعضاء مجلس النواب، من حق النواب الجدد اختيار الرئيس الجديد للمجلس، ولن أفرض وجودي على شركائي السياسيين في البرلمان، ولم أناقش تحالف السيادة في قرار استقالتي من رئاسة البرلمان، مشيراً الى “طلب استقالة لن يعرقل جلسة الأربعاء المقبل”.
وتابع الحلبوسي، أنه “يجب أن تكون العلاقة طبيعية بين القوى السياسية بعدما شابها الكثير من الأزمات”، مردفا ان “التظاهر حق كفله الدستور، وان تعطيل السلطة القضائية ينعكس سلبا على علاقة الدولة بالمواطن، علينا بذل المزيد من الجهد للمصالحة والانتخابات المبكرة وحدها لا تكفي، فالانتخابات المبكرة دون الاتفاق على نقاط أساسية لن يكون لها أي قيمة”.