Site icon أنباء نت anbaa net

أمطار غزيرة في العراق: ضحايا في انهيار منازل وغرق مخيمات النزوح

تسبّبت الأمطار الغزيرة التي تهطل في بغداد وأكثر من 9 محافظات أخرى، في تقطيع أوصالها، بسبب المياه الكثيفة التي غمرت الشوارع ودخلت الكثير من المنازل، وتم تسجيل ضحايا بسبب انهيار منازل جنوبي البلاد، فيما ناشد نازحون الحكومة بالتدخل بعد اجتياح المياه خيمهم.

ومنذ أمس الجمعة، تشهد العاصمة بغداد ومحافظات الأنبار وديالى وكركوك وصلاح الدين والنجف وكربلاء وذي قار وواسط والبصرة وغيرها، موجة أمطار غزيرة.

وقال مدير إعلام هيئة الأرصاد الجوية، عامر الجابري، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، الجمعة، إن “موجة الأمطار الحالية ستستمر لغاية ما بعد ظهر اليوم السبت بحسب التوقعات”، مرجحا أن “تتكرر في الموسم الشتوي الحالي بشهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، المقبلين”.

وكانت دائرة الأرصاد الجوية العراقية، قد حذرت أمس الجمعة من موجة سيول ستجتاح عددا من المحافظات إثر توقعات بأمطار غزيرة في الساعات المقبلة، في وسط وجنوب البلاد، وأن الأمطار ستسبب غرق الأماكن المنخفضة، والطرق، وقد تكون العاصمة بغداد والمدن القريبة منها ضمنها.

ضحايا بانهيار منازل سكنية

تسببت الأمطار الغزيرة بانهيار منازل سكنية على أصحابها، ووقوع ضحايا، إذ لقيت طفلة مصرعها وأصيب ثلاثة من إخوتها من جراء انهيار منزلهم شمالي محافظة البصرة.

كما لقي رجل مصرعه وأصيبت والدته بجروح خطيرة، بانهيار منزلهم في بلدة الشطرة بمحافظة ذي قار جنوبي العراق.

وسقط سقف الجسر الرئيس ببلدة الغراف بمحافظة ذي قار، بسبب شدة الأمطار والرياح، وتسبب بأضرار بعدد من المركبات.

كما أصيب 6 أشخاص من عائلة واحدة بينهم أطفال، بفعل مياه الأمطار التي تسببت بانهيار منزلهم في بلدة الشوملي جنوبي محافظة بابل جنوبي البلاد، وتعمل فرق الدفاع المدني حاليا على انتشالهم من تحت الأنقاض.

الأمطار تغرق مخيمات النازحين

وفي مخيمات النزوح بمحافظة الأنبار غرباً، تفاقمت معاناة النازحين، بعدما اجتاحت المياه خيمهم، ولم تحمهم سقوفها من شدة المطر، فيما أطلقوا مناشدات للحكومة والجهات المسؤولة ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل، وإيجاد حل لأزمة النزوح المستمرة.

ونشر مرصد “أفاد”، المعني بمتابعة حقوق الإنسان وتسجيل الانتهاكات في البلاد، مقاطع فيديو عن حال النازحين، مؤكدا أن “أطفال مخيمات النزوح في منطقة بزيبز وعامرية الفلوجة ينامون تحت الأمطار بسبب تسربها عبر الخيم وأسقف الكرفانات البالية، ويوجهون مناشدات للخيّرين والمنظمات الإغاثية والحكومة العراقية لإنقاذهم”.

غرق الشوارع وانقطاع التيار الكهربائي

وتحولت شوارع بغداد والمحافظات الأخرى إلى بحيرات ومستنقعات مائية، ما تسبب بقطعها وعدم إمكانية السير فيها، وتسببت الأمطار والرياح الشديدة بسقوط الكثير من الأشجار، فضلا عن أن بعض خطوط الطاقة الكهربائية المغذية للمحطات خرجت عن الخدمة.

ووجّه أمين بغداد، عمار موسى كاظم، كوادر وآليات دوائر الأمانة بالدخول بحالة إنذار قصوى واستنفار الجهود لتصريف مياه الأمطار، مؤكدا في بيان اليوم أن “الجهد الآلي والبشري لأمانة بغداد مستنفر بشكل كامل، لتصريف مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية في العاصمة بغداد”، موضحا أن “بغداد شهدت هطول أمطار غزيرة وشديدة تفوق معدلاتها الطاقة الاستيعابية لشبكة المجاري، وأن العمل جارٍ لتصريفها بأسرع وقت ممكن”.

وأعلنت إدارة محافظة بغداد أيضا، استنفار ملاكاتها لتصريف واستيعاب كميات مياه الأمطار في مناطق ونواحي أطراف العاصمة، مؤكدة “استمرار العمل في المناطق غير المخدومة في تشغيل المحطات الفلترية ومضخات الديزل لتصريف مياه الأمطار وبدعم الجهد الآلي للمراكز التابعة للمديرية”.

كما وجّهت وزارة الداخلية، باستنفار جميع كوادر الدفاع المدني لسحب مياه الأمطار.

وتحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، التي فشلت على مدار سنوات بالسيطرة عليها، لاسيما مع أن أغلب خطوط تصريف المياه باتت بحكم المعطلة إذ لم يتم تطويرها بما يتناسب مع الزيادات السكانية في العاصمة.

وكانت المياه قد غطت شوارع العاصمة بغداد في المناطق السكنية، خلال موجة المطر السابقة في منتصف الشهر الماضي، لنحو 6 أيام، بسبب عدم وجود قدرة استيعابية وانسدادات بشبكات التصريف، وقد تسببت بمنع تنقل الأهالي.

وتواجه الحكومات العراقية المتعاقبة بعد العام 2003 اتهامات كبيرة بإهمال ملف الخدمات، وعدم تطوير شبكات الصرف الصحي في بغداد والمحافظات، ما يتسبب بغرق الشوارع مع أقل موجة أمطار.

العربي الجديد

Exit mobile version