أنباء نت
ربما يشغل الكثير من العراقيين تساؤل لماذا حتى الان لم يذهب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى واشنطن للقاء الرئيس الامريكي جو بايدن، فقد جرت العادة ان الكثير من رؤساء الوزراء العراقيين قد زاروا واشنطن والتقوا بالأدارة الامريكية من اجل التباحث بالوضع العراقي وكذلك الاقليمي، مهتمون بالشأن السياسي العراقي رجحوا عدم زيارة السوادني حتى الان الى واشنطن يعود لعدة اسباب منها ما يتعلق بتطبيق اتفاقيات تشكيل الحكومة، بالإضافة الى انه يخضع لمرحلة اختبار امريكي على السوداني اجتيازها بنجاح حتى يحظى بفرصة لقاء بايدن، كذلك اكد اخرون اذا ما حصل اللقاء فان ذلك سيضمن للسوداني بقائه في المنصب حتى عام 2025، وهل على السوداني فيتو امريكي يمنعه من الزيارة للقاء الرئيس الامركي.
في هذا السياق يقول رئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري في حديث مع “أنباء نت”، “لا اتصور ان هناك فيتو امريكي على زيارة السوداني الى واشنطن بقدر ما ان السوداني يخضع لمرحلة اختبار خصوصا وان الادارة الامريكية لديها رؤية في الشأن العراقي ولديها اشتراطات معينة تمتد الى زمن الادارة السابقة، ايضا طبيعة تعاطي السوداني مع بعض الملفات الداخلية و الاقليمية وهذه جميعها شكلت رؤية امريكية”.
وأضاف، “عدم الاستجابة مع الرؤية الامريكية قد تخلق مساحات معينة نوع من الخلاف في وجهات النظر، وهذا قد يدفع الادارة الامريكية الحالية الى التريث الى حين انضاج اسباب الزيارة”.
وفي ما يخص زيارة وفد وزارة الدفاع ولقائه بالدفاع الامريكية في واشنطن وتطبيق السوداني لمخرجات ذلك اللقاء، يرى الشمري، ان “الزيارة جاءت نتيجة ضغوطات الفصائل المسلحة على السوادني لأنها تشعر بحرج كبير خصوصا مع بقاء وزيادة القوات الامريكية في العراق، وبالتالي سبق وان اعلنت انها دخلت في هدنة لحين استكمال متطلبات الحوار العسكري لغرض الانسحاب ،لذلك لا ترتبط زيارة السوداني بتطبيق ما تم الاتفاق عليه من لقاء وزارتي الدفاع”.
أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، اليوم الاثنين 7- 8 -2023، توجه وفد عسكري عراقي رفيع برئاسة وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة لـ”بحث القضايا المشتركة”.
ووفق بيان مشترك جاء فيه، قادت وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع العراقية افتتاح حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في العاصمة واشنطن في الفترة من 7 إلى 8 آب 2023، وأكدا مجدداً التزامهما بالتعاون الأمني ومصالحهما المشتركة بالاستقرار الإقليمي.
وتابع الشمري “الزيارة كان لها الثابت الاساس هو بقاء القوات الامريكية وايضا استمرار التعاون ما بين البلدين، وايضا لها مسارات”.
ولفت رئيس مركز التفكير السياسي الى أن ” محمد شياع السوداني قد يكون كرئيس وزراء اطاري تابع للاطار ضمن البيئة السياسية للاطار التنسيقي وايضا محسوب على عصائب اهل الحق التي رشحته ومازالت تدعمه وهي واحدة من الامور التي قد تكون محددات عدم الزيارة، على اعتبار ان عصائب اهل الحق لديهم اشكاليات مع الولايات المتحدة الامريكية، وادراج العصائب ضمن قوائم الارهاب، وايضا تتحدث بعض التقارير الامريكية عن وجود بعض الشخصيات ضمن هيكلية الحكومة الحالية مدرجين على قوائم امريكية، وهذا يمكن ان يكون احد المحددات لكن ليس هو السبب الرئيسي”.
وختم بالقول: “الولايات المتحدة الامريكية قد تفصل في بعض الاحيان السوداني عن الاطار وهذا ما عملت عليه، ولكن فيما يبدو تمسك السوداني بالاطار التنسيقي او دعم الفصائل المسلحة”، معتقدا أن “ذلك قد يعزز القناعة الامريكية انه لا تغيير”
من جانبه يقول المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري عصام حسين في حديث مع “أنباء نت” إن “لقاء السوداني مع الادارة الامريكية في واشنطن تعتبر اجازة حقيقية لحكومة السوادني ان تستمر لعام 2025″، مشيرا الى انه “لو لاحظنا حكومة عادل عبد المهدي لم تحظى بزيارة الى واشنطن وبعدها سقطت حكومته، فالاطار التنسيقي يعتقد ان عدم قبول الادارة الامريكية لاستقبال السوداني يعني ان هناك خطر على حكومتهم في المرحلة المقبلة”.
وأضاف “لذلك يسعى الاطار الى تحقيق كل الرغبات الادارة الامريكية من اجل هذا الهدف، من هذه الرغبات انسحاب الحشد من المنافذ الحدودية اضافة الى انسحابهم من داخل المدن السنية، والاخبار اليوم تقول هناك انسحاب، وبحسب المعلومات الواردة ان هناك اختفاء واضح لقوات الحشد ورفع الاعلام والصور التي كانت موجودة في هذه المناطق”.
ويتابع “هذا يؤشر على ان الجانب الامريكي بدئوا ينفذون الاتفاقات التي شكلت الحكومة، وعليه لا يوجد فيتو بقدر ما يوجد تطبيق من حكومة السوداني للاتفاقات التي شكلت حكومته، ومنها حل المليشيات او انسحابها من مواقع التماس مع الاكراد والسنة وهذا حاليا بدأ يطبق من قبل السوداني وهناك سعي حثيث من الاطار من اجل تطبيق الاتفاقات”، معتقدا أنه “سيحظى بدعم من الادارة الامريكية”.
وخلص الى أن “لقاء بايدن بالسوداني يعني اطمئنان الاطار ان حكومته باقية الى عام 2025، وعدم استقباله يعني ان حكومتهم في خطر وربما لن تستمر سوى سنة من الان”.