جدل عراقي.. من هي الجهة المتورطة بسرقة اجزاء مصفى “بيجي”؟
تشهد وسائل التواصل الاجتماعي جدلا حادا بين النشطاء، حيث تشير اصابع الاتهما لبعض الاطراف السياسية بسرقة معدات المصفى ايام عمليات تحرير مدينة بيجي بعد سيطرة تنظيم داعش عليها، والسؤال الذي يطرحه النشطاء من هي الجهة التي قامت بتفكيك معدات المصفى ومن ثم سرقته ونقله الى جهة مجهولة، غير ان الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني اكدت انه بمساعدة من مواطن عراقي وجهات وشخصيات اعتبارية غير رسمية ساهمت باستعادة تلك المعدات التي كانت موجودة وموزعة في بين ساحات المعدات القديمة في إقليم كردستان.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة النفط، الجمعة، استعادة معدّات مهمة للغاية خاصة بمصفى بيجي، سبق وان فُقدت ابّان سيطرة تنظيم داعش.
الوزارة قالت في بيان، أنه “تأكيداً على أهمية الارتقاء بالخدمات المقدّمة للمواطنين، والحفاظ على الثروة النفطية وتنميتها، وصيانة الاقتصاد الوطني، جرت استعادة معدّات مهمة للغاية وحاكمة ومصنّعة خصيصاً لمصفى الشمال في بيجي بعد أن فُقدت إبّان سيطرة عصابات داعش الإرهابية”.
واضاف أن “هذه الاستعادة جاءت بناءً على تعاون مواطن عراقي غيور، وجهات وشخصيات اعتبارية وغير رسمية، فضلاً عن مساعي الجهات الرسمية، وأُعيدت إلى المصفى، بعد أن كانت المواد موزّعة بين ساحات المعدّات القديمة والمواد الصناعية في إقليم كردستان العراق، وأماكن أخرى، وبعض هذه المعدّات يصعب تشخيصها إلّا من قبل المتخصصين”، لافتا الى ان “هذه هذه الخطوة تحققت بعد التواصل من قبل المواطن، مع لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب ورئيس اللجنة، وتعبيره عن رغبته في المساعدة باستعادة هذه المعدّات، وبعضها معدّات غير مستخدمة وصُنّعت خصيصاً لحساب شركة مصافي الشمال، وقد تمّ الاستدلال على بعضها من خلال الأرقام التسلسلية”.
واشار الى أنه “جرى نقل المعدات وتسليمها عبر تعاون وحرص جميع الأطراف، ومن دون دفع أي مبالغ لأي طرف، وكذلك عبر تعاون وثيق من الجهات الرسمية في الإقليم، يُضاف إلى ذلك مبادرات من أطراف شعبية أسهمت في هذه الاستعادة، دعماً لمسار الحكومة وتقديماً لأهمية الإصلاح”، مبينا أن “المواد المستعادة متنوعة وكثيرة، ويمكن تداولها في الأسواق المحلية، واشتملت أبرز القطع المستعادة على؛ كابسات لوحدة تحسين البنزين، ألمانية الصنع، وكابسات هايدروجينية، وأخرى هيدروليكية، ومضخات لوحدات التكرير، ومحركات كهربائية فائقة الجهد، ومنظومات تزييت، وصمامات ومكاسر تُربط مع الخزانات، وعدد كبير من معدات السيطرة والنظم والآلات الدقيقة”.
وتابع ان “استعادة هذه المعدّات، وبهذه الكمية، تأتي لتسرّع من عملية تشغيل مصفى الشمال، إذ إنّ تأخير هذا التشغيل يكبد العراق يومياً خسائر كبيرة، واستيراد بدائل عن هذه المعدّات، سيستغرق سنوات من الطلب والتصنيع”.
وأكد البيان على هذا الصعيد، “رؤية الوزارة ضمن البرنامج الحكومي، في تحقيق المصلحة الوطنية وتقديم الخدمات أولاً، ورفع قدرات العراق في مجال إنتاج المشتقات النفطية، وهي أولوية وطنية، تتقدم على كل الظروف والملابسات الأخرى”، مشيرا الى أن “إقبال المواطنين والشخصيات الاعتبارية على تقديم التسهيلات والتمكين، وتعاون حكومة إقليم كردستان العراق في تحقيق هذه الاستعادة المهمة، هو ترجيح للمصلحة الوطنية الجامعة، وهو دعم مضاف إلى خطوات إصلاح الاقتصاد الوطني، ونموذج لتعاون الجميع لتحقيق هذا الهدف السامي”.
وفي اطار الجدل الدائر على منصات التواصل الاجتماعي، فيما يخص سرقة اجزاء من المصفى، حيث وجه انتقادا لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وفي هذا المنحى يقول الباحث في الشأن السياسي عصام حسين في تدوينة على منصة (x) أن” الشيخ قيس الخزعلي يعترف ان من سرق مصفى بيجي جزء من الحشد الشعبي (فصيل مسلح على الاغلب لم يذكر اسمه) ووصفهم بالضعاف النفوس في احتفالية النصر عام ٢٠١٨، وهذه الحلقة المفقودة التي لم يذكرها السوداني في لقاءه يوم امس بشيوخ عشائر صلاح الدين”.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد اكد الاربعاء أن “استعادت اجزاء المصفى المسروقة بعد جهود مخلصة من قبل جهات رسمية وغير رسمية، المعدات والمستلزمات والأجهزة المسروقة من مصفى بيجي، وهي تمثل نسبة كبيرة مما يحتاجه هذا الموقع المهم”.
وأشار، إلى أن “أحد المواطنين بادر للمساعدة في استعادة هذه المواد، التي تقدر حمولتها بـ60 شاحنة، وقد تصل إلى 100”.
واوضح السوداني، أن “المعدات عبارة عن أجهزة مفصلية يمكن أن تكلفنا ملايين الدولارات، ولو طلبناها ستحتاج سنوات لتصنيعها، واليوم باتت في الموقع”. وبين، أن “الأجهزة الأمنية عملت على تأمين وصول المعدات من إقليم كردستان إلى موقعها في المصفى”.
في المقابل قال المحلل السياسي عماد باجلان في مقطع فيديو نشره على حسابه الخاص على منصة (x) جاء في اطار الرد على الاتهامات للجهات الرسمية في اربيل وفي اطار كشف حقائق تتعلق بمصفى بيجي ومن هم السراق وكيف تم استردادها إلى الموقع”.
من جهته قال رئيس منظمة ألوان للحوار والثقافة حيدر البرزنجي في معرض رده على المحلل السياسي عماد باجلان بتدوينة على منصة (x) أن “رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب هيبت الحلبوسي يكشف الحقيقة للرأي العام ويبين كذب وزيف من يدعي خلاف الواقع ويحاول تضليل الرأي العام أين كانت المعدات “معدات مصفى بيجي” الجواب في اربيل والكل تعرف بالموضوع.
صخم الله وجهك شكد تكذب بلا خجل من تكول المعدات في السليمانية”.
بالقابل قال الباحث في العلوم السياسية إياد العنبر في تدوينة على منصة (x) أن “المواد والمعدات المسروقة، تم العثور عليها معروضة بسوگ الجمعة مال السليمانية وأربيل ودهوك وتم شراءها وتجميعها، وارجاعها!
السؤال:
-هي بالأصل اشلون وصلت لكردستان، وصارلها 7 سنوات؟
-وما مدى صلاحيتها للعمل بعد تحويلها إلى إجزاء؟
-من هي الجهود المخلصة، ولماذا لا يتم تكريمها بالإعلام؟”.
جدير بالذكر ان الحكومات السابقة قد فتحت تحقيقاً ووعدت بمحاسبة الفاعلين في سرقة معدات واجزاء من مصفى بيجي، الا ان أي شيء من هذه الوعود لم يتحقق لغاية الان، حيث تشير المصادر الى ان “المصفى تم بيعه بمبلغ 100 مليون دولار، في حين أنه يستحق نحو أربعة مليارات دولار”.