ما قصة التحشيد العسكري الأمريكي في العراق وهل ستتحقق نبوءة فائق الشيخ علي؟
أنباء نت
منذ اسبوع او أكثر اثارت تحركات لقوات امريكية على الحدود السورية العراقية وبالتحديد في مناطق شرق الفرات، تساؤلات العديد من العراقيين، وراح كل واحد يفسرها بما يمتلكه من معلومات تمكنه من الوصول الى نتائج، غير ان الواقع يكشف شيئا اخر، عن سبب هذه التحركات والتحشيدات العسكرية الامريكية في هذه المناطق التي يرها خبراء الامن انها جاءت على خلفية الشعور الامريكي من ان مصالح الولايات المتحدة قد تتعرض لخطر ما في هذه المنطقة، لا سيما مع نشوء تحالفات جديدة قد تلقي بظلالها على مستقبل المنطقة برمتها، وقد تخبئ هذه التحركات والتحشيدات مفاجئة لا يتوقعها العراقيون، وهذا بكل الاحوال منوط في الايام المقبلة وما تحمله من اسرار.
وفي هذا السياق يقول الخبير الامني عدنان الكناني في حديث مع “أنباء نت” أن “انتشار القوات الامريكية في مناطق شرق الفرات بدء قبل شهر، وكان هناك تلميحات وتصريحات قد سبقها، وكان هناك اعتراض امريكي على موضوع الملاحة في مضيق هرمز، وكذلك صرحت الادارة الامريكية وان هذه المياه هي دولية وممرات دولية ويجب تحترم الدول هذه الممرات”.
واضاف “ايضا بدأت تهديدات للفصائل المسلحة المتواجدة على الحدود السورية، غير ان صلب الموضوع يتعلق بالحرب الاوكرانية الروسية، لا سيما بعد انتصارات الجيش الروسي، وايضا مع ظهور خارطة تحالفات جديدة بدأت تظهر للعلن وتلوح بالجانب العسكري وتارة بالجانب الاقتصادي، وهذه التحالفات لو درست بعناية فنجد انها تشكل ثقل قد توازي امريكا وقد تتخطاها، وامريكا اليوم تراهن على القوة والاقتصاد الكبير جدا في حفظ مصالحها”.
وتابع “لذلك ان التكامل الاقتصادي بين ميزان القوى الجديد اليوم المتمثل بالصين وروسيا والهند وكوريا الشمالية وايران، من الممكن ان يشكل ثقل على الولايات المتحدة في الجانب العسكري والاقتصادي، فالصين اليوم هي قوة اقتصادية جبارة وتكمل نواقصها من روسيا وكذلك قوة عسكرية كبيرة تتمثل بإيران”.
واشار الكناني الى أن “خارطة التحالفات اليوم، الاتحاد الاوربي واعضاء التحالف النيتو يراقبون هذا التحالف عن كثب وينتظرون اين سيكون ميزان القوة ، لذلك المصالح الالمانية والاوربية، ربما تقتضي التمحور باتجاه الخندق الروسي، لان اوربا والمانيا تعتمد على الغاز الروسي والمشتقات النفطية الروسية كمصدر رئيسي للطاقة، وحجبها ومنع تصديرها لهذه الدول يمكن ان يسبب مشاكل كبيرة جدا في مجال الاقتصاد وفي الحياة اليومية ايضا”، مبينا أن “من مصلحة اوربا ان تذهب باتجاه المعسكر الروسي”.
ولفت الى أن “روسيا بدأت تعطي بعض المغريات، لهذه الدول ، ولو لاحظنا ان السعودية الابن المدلل لأمريكا بدأت تنشق من النفوذ الامريكي، بدأت تتحول باتجاه ايران، وهي التي تعتبر العدو الاول لأمريكا في الشرق الاوسط، فالسعودية العربية انشقت من البطانة الامريكية واتجهت الى الصلح وعقد اتفاقيات وتحالفات مع ايران، وايضا دول الخليج على ذات الشاكلة”.
وزاد أن “الولايات المتحدة اليوم تريد ان تثبت نفسها في المنطقة، وستقوم بعمليات عسكرية لإثبات ذلك وتبدأ بعمليات عسكرية لقطع ما يسمى بالهلال الشيعي، المتمثل بـ”ايران، العراق، سوريا، لبنان” والذي يشكل خطر كبير جدا على الكيان الصهيوني”.
ونوه الى أن “الوجود الامريكي منذ اسبوع او اكثر في شرق الفرات ومنطقة الباغوز، أنزل قوات من الفرقة العاشرة الجبلية بحدود 3000 مقاتل تحرك قوات برية والية مدرعة بصحبة قسد السورية، القواعد التسعة الامريكية في الجانب السوري التي بدأت تعززها بقطعات عسكرية بالإضافة الى قاعدة عين التنف، والبدأ بجمع الحلفاء في المنطقة”، مؤكدا أنها “اعطت رسائل انذار الى المتحالفين مع ايران في سوريا عليهم الانسحاب والا سيتعرضون لضربة قاصمة وحتى الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري”.
وزاد “الولايات المتحدة يبدو انها جمعت بعض الاهداف الاستراتيجية في المنطقة ربما انها تريد ان توجه لها ضربة واحدة في سلة واحدة، حتى ان تنظيم داعش الارهابي الذي كانت تلعب به الادارة الامريكية نلاحظ ان هناك تحركات لهذا التنظيم ضمن الشريط الحدودي خلال هذه الايام، معربا عن اعتقاده أن “الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات، ستكون هناك مفاجئة قريبة، وانها لن تتجاوز الشهر او شرين على اكثر تقدير”.
اما بخصوص تحرك القوات الامريكية في هذه المناطق، وعلاقتها بما قاله سابقا عضو مجلس النواب العراقي السابق فائق الشيخ علي، في عام 2024، عن دخول قوات دولية كبير الى العراق والتي ستغير المعادلة، اكد الكناني أن “الولايات المتحدة بطريقة واخرى تحاول ان تسرب معلومات لإثارت الشارع ومن ثم قياس ردود الافعال وبعدها تتحرك ضمن الاتجاهات التي تريد من خلالها ان تتحرك، فائق الشيخ علي وايضا شخصيتين يظهرون في الاعلام يتحدثون عن موضوع ان هناك تحركات امريكية”.
وبين أن “هذه الشخصيات يراد لها ان تسرب بعض المعلومات من قبل السي اي ايه، وهذه المعلومات ربما تكون كاذبة وربما تكون غير حقيقية، وربما تكون جزء من ضمن حرب اعلامية، وربما تكون حقيقية لمدى بعيد وقياس ردود افعال الناس، وبالتالي تصبح واقع حال عندما يأتي زمنها، لافتا اننا “لا نعتمد بالتصريحات على فائق شيخ علي، لكن ننظر لها بعين الشك وعين الارتياب لان بعض التسريبات هي ملعومات مخابراتية واستخباراتية، وهذه المعلومات التي تصدر من دولة مثل امريكا تكون بسرية تامة لا يمكن ان يخترقها فائق الشيخ علي”.
في المقابل قالت المدونة على منصة إكس تويتر سابقا مدير ورئيس الباحثين في IFPMC-London رنا خالد، أن “واشنطن مصرة على تجريد ايران من قوتها الضاربة والمهددة التي تستقي منها قدرتها على الردع، التهديد النووي، الاذرع والمليشيات، التمويل القدرة على عرقلة التجارة والنقل عبر الخليج العربي ومضيق هرمز، وهذا ما يبرر تعزيز التواجد الامريكي في الخليج العربي، واعادة تسليح العشائر في منطقة شرق الفرات مع تجهيز قوات قسد بأسلحة الدفاع الجوي واسلحة هيماريس
وأضافت “ثانياً :شرق الفرات جزء من استراتيجية امريكية طويلة الامد تهدف الى احداث الشقوق بين التحالفات الاقليمية الناشئة في المنطقة . وبالتالي الولايات المتحدة تستهدف اللاعبين الاقليميين الكبار في المنطقة وليس البيادق الصغيرة ( مليشيات )”.
وتتابع “التحشيدات الأمريكية تهدف إلى إيصال رسالة إلى جميع اللاعبين تُفيد برفض واشنطن لأي تغيرات ميدانية قد تنتج عن هذه التحالفات والتفاهمات الاقليمية”.
وأوضحت ان “في هذا السياق، بدت واضحة التقاطعات الحاصلة بين أطراف الطاولة الرباعية (روسيا، وتركيا، وإيران، والحكومة السورية) على رفض مشروع الإدارة الذاتية الكردية واعتباره مشروعاً انفصالياً، ما يعني أن ثمة توافقاً في طريقه للترجمة بين هذه الأطراف، قد تتمثل مخرجاته الأولية في طرد القوات الكردية من مناطق منبج وتل رفعت، ورغم أن الإدارة الأمريكية غير مهتمة بتلك المناطق، إلا أنها بدأت تستشعر مخاطر التوافق الرباعي الذي قد يطال مناطق شرق الفرات، ما دفع بهذه القوات إلى التحضير للعودة إلى قواعد ونقاط أخْلتها قبل أربع سنوات في منطقتي عين عيسى وعين العرب في ريف الرقة الشمالي
وتضيف “ثالثاً : ايران بالنظر الى خريطة توزع النفوذ شرقي سوريا فأن توزيع القوى الموالية لإيران او النظام السوري تشير الى ما يلي:-
– أن إيران أيضاً ترغب فعلياً في توسيع دائرة سيطرتها على ضفتَي نهر الفرات بما يؤمّن طريقها البري الوحيد إلى المتوسط عبر منطقة البوكمال الحدودية
– فضلاً عن رغبتها في الضغط على الولايات المتحدة لإجبارها على الانسحاب، خاصة مع توسع هامش مناورتها في سوريا إثر انشغال روسيا المتزايد في أوكرانيا، في الوقت الذي تغضّ الطرف عن تحركات إيران النشطة في الجغرافية السورية.
وتزيد “ما عادت سرّاً الاستعدادات الإيرانية لشن هجوم على القوات الأميركية، فالسكان المحلين بدأوا بالنزوح من قرى وبلدات عديدة على خلفية مشاهدتهم حشد المقاتلين والأسلحة من الطرفين، تؤكد التقارير من شرق نهر الفرات بأن التحركات الايرانية تتوجه الى زج مقاتلين من المليشيات الإيرانية في محورَين: الأول في البلدات على ضفة نهر الفرات الغربية مقابل حقل العمر النفطي ومعمل غاز كونيكو على الضفة الأخرى، حيث تتمركز القوات الأميركية. والثاني هو محور البلدات في شرق الفرات، والتي تسيطر عليها إيران، بدءاً من بلدة حطلة، مروراً بمراط، ووصولاً إلى خشام القريبة جداً من معمل كونيكو.
وتضيف “رابعاً التحديثات، خلال ٢٤ ساعة الماضية جولة جديدة من الصواريخ تستهدف القوات الأميركية بالقرب من حقول النفط والغاز بالقرب من دير الزور لا تزال الولايات المتحدة تقيم الأضرار والإصابات، فوكس نيوز تنشر ان احتمال استمرار التصعيد كبيرة بين الجيش الأميركي والفصائل الشيعية في سوريا، في وقت آخر بعد الهجوم على القواعد الأميركية شرق نهر الفرات في سورية، رد بايدن على سؤال حول ما إذا كان يجب أن تكون هناك تكاليف أعلى على هجمات إيران أجاب: “لن نتوقف”
وختمت تغريدتها أن “نيويورك تايمز تشير الى ان تصاعد الصراع في شمال شرق سوريا بين الولايات المتحدة وإيران، هو الأخطر منذ 201، في المقابل ايضاً نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً يتحدث ان وزارة الدفاع الأميركية تطلق تحقيقًا لمعرفة أسباب عدم نجاح نظام الدفاع الجوي الرئيسي في قاعدة عسكرية للتحالف في شمال شرق سوريا عندما ضربت طائرة إيرانية بدون طيار المنشأة.