أنباء نت
يبحث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر في واشنطن، نص تسوية اتفاق مع لبنان لوقف إطلاق النار سعت إليه إسرائيل ليكون خطوة تستبق قراراً قد يتخذه مجلس الأمن يلزم إسرائيل وقف الحرب، في ظل تكثيف الضغوط الأميركية وتهديدات واشنطن بفرض عقوبات ضد إسرائيل قد تشمل عدم استخدام الفيتو ضد قرار في مجلس الأمن لوقف الحرب في لبنان وغزة.
ووصل ديرمر إلى واشنطن بعد اتصالات مكثفة جرت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، في محاولة للتقدم نحو مسودة تسوية تكون مقبولة أيضاً من الطرف اللبناني، وذكر مصدر إسرائيلي أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين تبادل هذه المسودة مع المسؤولين اللبنانيين.
وكان ديرمر استبق زيارته إلى واشنطن بمحادثات أجراها في موسكو الأسبوع الماضي بقيت قيد السرية، إذ تقوم روسيا بدور إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا في الضغط على “حزب الله” لقبول المقترح والتوصل إلى تسوية قريبة، من المتوقع وفق مسؤولين إسرائيليين، الإعلان عنها خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن روسيا قادرة على التأثير ليس فقط في “حزب الله” اللبناني وإنما في سوريا وإيران أيضاً، وأن موسكو تريد وقف إطلاق النار.
وتسعى إسرائيل كذلك إلى الحصول على ضمانات من روسيا بعدم سماحها بتهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان بغية منع “حزب الله” من التسلح، ويتضمن الاتفاق بلورة سلسلة مبادئ ينسحب بموجبها “حزب الله” حتى شمال نهر الليطاني. وخلال الأيام الـ60 الأولى يبقى الجيش الإسرائيلي على الخط الأول من القرى إلى أن يصل الجيش اللبناني، وبحسب تل أبيب، سيقوم بمهمة تدمير البنى التحتية لـ”حزب الله” في المنطقة الباقية على طول الحدود حتى الليطاني، وبعد 60 يوماً ينسحب الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأزرق.
ويتضمن الاتفاق آلية تطبيق وقف إطلاق النار، وسيكون هناك مستند مرفق بالاتفاق عبارة عن ضمانات لإسرائيل بالاحتفاظ بحرية العسكري إذا ما فشلت الآلية التي سيتم الاتفاق حول طبيعتها في ضمان منع انتهاك الاتفاق الموقع عليه.
وفيما سيكون هذا أبرز ما سيبحثه ديرمر مع هوكشتاين في واشنطن، من المتوقع أن يلتقي الوزير الإسرائيلي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وشخصيات مقربة منه خلال زيارته للولايات المتحدة. وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن هذا اللقاء يشكل بداية التنسيق مع إدارة ترمب في ما يتعلق بالفترة الانتقالية، ولكن بصورة أساسية في ما يتعلق بولاية الإدارة الجديدة.
وخلال لقاءاته في واشنطن، سيركز ديرمر خصوصاً على ترتيبات الجبهة الشمالية وكذلك صفقة الأسرى والجهود المبذولة لوقف القتال بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان. ونُقل عن مصدر مطلع على المحادثات بين واشنطن وتل أبيب أن ترمب بعث برسالة إلى الإدارة الحالية يطلب منها بذل الجهود لوقف الحرب بين إسرائيل ولبنان قبل تسلمه الإدارة مطلع العام المقبل، وفي هذا السياق، وفق المسؤول الإسرائيلي تم الترتيب أيضاً للقاء بين ديرمر وترمب.
ديرمر، وإلى جانب الحديث عن تطورات الوضع الأمني والقتال على جبهتي غزة ولبنان، سيقدم لترمب تقريراً استخباراتياً مفصلاً حول البرنامج النووي الإيراني والمراحل التي بلغتها طهران للوصول إلى صناعة قنبلة نووية.
إحراز تقدم غير مسبوق
الأبحاث التي أجرتها إسرائيل حول خطر إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً ضدها ومن ثم سير نتنياهو نحو وقف إطلاق النار في لبنان، جاءت بعد مفاوضات مكثفة بين ديرمر والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، وأيضاً بعد محادثات أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس الذي تولى وزارة الدفاع بعد إقالة يوآف غالانت. واللقاءات التي ركزت بالأساس على المطلب الأميركي بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، تطرق فيها أوستن أيضاً إلى الملف على الجبهة الشمالية، وأكد على ضرورة إنهاء الجيش الإسرائيلي العملية البرية في لبنان والتقدم نحو صفقة.
وكان هذا بعد أن أكد أكثر من مسؤول أمني وعسكري حدوث تقدم في المفاوضات حول تسوية سلمية بين الطرفين، وكانت زيارة ديرمر إلى موسكو ضمن هذه الجهود بعد أن بادرت روسيا إلى إرسال وفد لها إلى إسرائيل لبحث سبل تحقيق وقف الحرب وأيضاً التوصل إلى صفقة أسرى في غزة، كبداية لإنهاء الحرب على الجبهات كافة.
المصدر: اندبندنت عربية