العراق… الآلاف يتظاهرون لإحياء ذكرى تظاهرات تشرين 2019
انباء نت – بغداد
تظاهر الآلاف من العراقيين السبت لإحياء ذكرى تظاهرات تشرين عام 2019، فمنذ ساعات الصباح الاولى حرص المتظاهرون على التواجد في ساحة التحرير، المكان الرمزي الذي انطلقت منه تظاهرات تشرين في عام 2019، مع هذا الحدث المتجدد دفع القوات الأمنية ان تقوم بإجراءات احترازية.
اغلقت بعض الطرق ونشرت قوات مكافحة الشغب عند مداخل المنطقة الخضراء، وقطعت بعض الجسور المؤدية الى المنطقة المحصنة والتي تضم عددا من المنظمات الدولية وسفارات اجنبية، ومن ضمن الاجراءات التي قامت بها القوى الامنية، وضع حواجز من الكتل الاسمنتية وكذلك بوابات حديدية على جسر الجمهورية الرابط بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، وهي محاولة لمنع المتظاهرين عبور الجسر والدخول الى المنطقة.
يتجدد حراك تشرين مرة اخرى بعد مضي عام على اجراء انتخابات تشريعية مبكرة، نتج عنها فوز الكتلة الصدرية التي سعت الى تشكيل حكومة وفق مبدأ الاغلبية الوطنية، لكنها فشلت في نهاية المطاف واضطرت للانسحاب من العملية السياسية، ما سهل لخصمها المتمثل بالاطار التنسيقي الذي يجمع احزابا شيعية وفصائل مسلحة، ان تستغل فرصة انسحاب الصدرين من العملية السياسية ليستولي الاطار التنسيقي على المقاعد التي تركوها.
وهو ذات المشهد الذي لم يتغير، فلا تزال الأحزاب الكبيرة نفسها تحتكر المشهد السياسي. وبعد عام من الانتخابات التشريعية في تشرين الأول 2021 لا يزال السياسيون يتنازعون عاجزين عن اختيار رئيس جديد للوزراء.
في 1 تشرين الاول من عام 2022، تتكرر نفس الهتافات المطالبة وهتف المتظاهرون الذين اغلبهم من الشباب “الشعب يريد اسقاط النظام” رافعين ذات الشعارات والاعلام العراقية وصور شهداء تشرين 2019.
عودة معادلة السلطة
“حراك تشرين والموج الرافض الذي تجدد او تشرين الحالية هو نتيجة عدة عوامل اولا عدم تحقق اغلب المطالب في قضية وجود نهج سياسي جديد قتلت المتظاهرين المشاركة السياسية عودة معادلة السلطة التي حكمت في عام 2018 2019 حفز قوى تشرين”، وفق الاكاديمي والباحث السياسي احسان الشمري.
ويقول الشمري لـ (أنباء نت) اليوم السبت 1 تشرين الاول 2022، “تشرين اصبحت ثلاثة اطراف اولا قواها السياسية اشتركت في السلطة وفي الانتخابات والطرف الثاني الجهات التي تحاول ان تنظم نفسها سياسيا والطرف الثالث هم الحراك الشعبي تحديدا الذين لم ينتموا الى اي من هذه التشكيلات، في النهاية كل الاطراف تجتمع على نفس المطالب، الاصلاح، التغيير، محاكمة قتلة المتظاهرين، اعادة هيكلة النظام السياسي”.
ويضيف، “في هذه التظاهرات يبدو ان سقف المطالب مرتفع، مرتبط بالنظام السياسي لذلك نحن امام متغير كبير جدا والامر مرتبط باستجابة الطبقة السياسية اذا ما كان هناك استجابة، وبتصوري ان التظاهرات لا اقول بانها ستتوقف وانما ستستمر، واذا كان هناك تجاهل لمطالب المتظاهرين الحالية والسابقة، بالنهاية موج الرفض سيستمر ولن يتوقف الى حين وجود متغير داخلي، على اعتبار ان تشرين رفعت شعار التغير من الداخل”.
الشمري اشار الى ان تشرين السابقة، “اصطدمت بالامكانيات والاحزاب التقليدية واحتكارهم للدولة، هذه جميعها ساهمت في حالة الاحباط ومن ثم تحفيزهم مرة اخرى باتجاه التظاهرات، اتصور الطبقة السياسية ستتجاهل هذا الحراك وهو خطأ كبير ترتكبه كما في السابق”.
تشرين اليوم ليست تشرين الامس
في المقابل يرى الباحث في الشأن السياسي هاشم الشماع، أن “تشرين اليوم ليست تشرين عام ٢٠١٩ بسبب عوامل عديدة أدت إلى تشضيها منها المنافع الشخصية لبعض منهم، و آخرون تفرقوا واسسوا جماعات منفردة كل هذه الأسباب أدت إلى ضعف مستوى التظاهر لهذا اليوم”.
ويقول الشماع لـ (أنباء نت) اليوم السبت 1 تشرين الاول 2022 “كان المفترض بالمتظاهرين ان ينسقوا مع الجهات التي تتفق مع أهدافهم وتوجهاتهم كالتيار الصدري ليكونوا قوة وزخم يمكنهم من تحقيق الهدف”، منوهاً ان “مشاركة الصدريين اعتقد ان بعض منهم قد شارك بشكل شخصي وليس كتوجيه من مركزيتهم”.
ويضيف “كل متظاهر له الحق بتقويم ما يراه من جهته فيه اعوجاج”، مردفاً ان “تغيير النظام يحتاج إلى طرق سلمية وارادة شعبية فعلية اما بهذا المستوى الذي خرجت به تشرين المخالف لما صرح به بعض وجوههم في الإعلام لايمكن أن يتحقق الهدف من خلاله”.
وفي حراك تشرين اليوم يثار سؤال “هل هذا التحرك يؤثر على تشكيل حكومة الا طار؟” يعتقد الباحث السياسي الشماع انه “لا يؤثر اذا لم يتدارك التشرينيون خطئهم بالابتعاد عن الصدريين”، منوهاً الى “ما اذا تحالفوا مع الصدريين يمكن أن تكون النتائج مغايرة”.