السويداء تشتعل لليوم الخامس.. معارك عنيفة ونزيف إنساني

أنباء نت

تواصلت المعارك العنيفة في محافظة السويداء جنوب سوريا لليوم الخامس على التوالي، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية وانهيار شبه تام للخدمات الأساسية، بالتزامن مع هجمات واسعة شنها مسلحون من بعض العشائر، في مواجهة الفصائل المحلية الدرزية التي تتحصن في مواقعها الدفاعية.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر محلية أن الهجوم بدأ عقب انسحاب القوات التابعة للحكومة الانتقالية من عدد من المواقع في المنطقة، مشيرة إلى أن التحركات المسلحة جاءت مدفوعة بحملات تحريضية انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ادعت أن فصائل السويداء أقدمت على إعدام مدنيين من أحياء تسكنها عائلات بدوية.

لكن المصادر أكدت أن مقاطع الفيديو المستخدمة في تلك الحملات اتضح لاحقاً أنها مزيفة، وأن الفصائل لم تستهدف المدنيين، مضيفة أن بعض العائلات البدوية غادرت المدينة تحسباً لوقوع أعمال انتقامية بعد انسحاب القوات الحكومية، في حين بقيت عشرات العائلات الأخرى تحت حماية الفصائل دون أن تتعرض لأي أذى.

وتشهد المحافظة مواجهات كرّ وفرّ على عدة جبهات، خصوصاً في الشمال والشمال الشرقي والغربي من المدينة، حيث تحاول مجموعات مسلحة التقدم نحو مركز السويداء. وقد تمكنت من السيطرة على عدة قرى من بينها الدور، المزرعة، الثعلة، تل حديد، الصورة الكبرى، وخلخة، بينما تستمر الاشتباكات على محوري بلدتي ولغا والمجدل حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وترافق التصعيد العسكري مع أزمة إنسانية خانقة، حيث تعاني المحافظة من انقطاع شامل في الكهرباء والمياه والوقود، إضافة إلى نقص حاد في المواد الغذائية. كما خرج المشفى الوطني في المدينة عن الخدمة بشكل كامل، وسط تكدس عشرات الجثث في ممراته وساحاته، وعجز عن توفير الرعاية الطبية للعدد الكبير من الجرحى والمرضى.